لماذا ؟؟!!
(( ابتعدت ليس قصدا ولا عمدا .. إنما قسرا ..
ابتعدت عن الكلمات وعن كل ما يدور في فلكها … عن كل ما يتعلق بها وما يصدر عنها .. ابتعدت خوفا من إساءة استخدامها ومن قسوتها أحيانا وغالبا من عجزها.
لقد قهرتني بعد أن كنت أحاول كل جهدي لأروضها وأَطِيعُها وأحسن استخدامها .. قهرتني بعد أن أعتقدت أنني سيطرت عليها وتمكنت منها ..
نعم أنا مقهورة منها ..
لم أعد أريد الكتابة ولا القراءة ولا معرفة ما يجري وما يدور ..أردت الهروب من كل شيء واللجوء الى اللاشيء …علني أستعيد اتزاني وأنسى أحزاني ))
بهذا الموال أجابتني صديقتي الكاتبة عندما سألتها عن حالها وسبب انقطاعها وابتعادها .شعرت بالأسف والأسى عليها .. جربت مواساتها وتطييب خاطرها وتخفيف ألمها .. وسألتها: ما العلاقة بين ألمك والكلمات ..؟؟!!
فأجابتني :
أنا غاضبة متألمة ..وكلماتي مشحونة متوترة .. لا أريد أن أكتب ما يسيء ويستفز الأخرين . لا أريد أن أكون سببا يحرك رغبة الثأر والانتقام عند من يتعاطف معي ، وأتسبب في أذية من لا سند له ولا معين ..
نعم يا صديقتي فصمتي الآن فرصة لي لأستعيد توازني وألملم قهري وأحزاني ، وأستعيد السيطرة على كلماتي لأطلقها من جديد ، بما يعبر عني وعن آرائي وأفكاري دون إساءة أو تحريض ..!!
احترمت صمتها .. وتبريرها وألمها .. وتركتها تلملم جراحها وكلماتها لتنطلق من جديد.. وقلت في نفسي لو يقف الباقون هذا الموقف الشهم النبيل ، كم كنّا وفرنا من أحقاد ودماء وعداوات ..؟؟!!
سؤال برسم المثقفين والكتاب والمتعلمين !!؟؟