بعد أكثر من سنة .. رأيته …
ما زال جالسا على الرصيف .. يحضن ركبتيه ويقاوم الدمع في عينيه .. انه هو نفسه ، حمودة ابن ال٧ سنوات اقتربت منه وسألته كيف حالك ؟؟!!
فنظر الي وابتسم : منيح
سألته : تذكرتني ؟؟!!
فقال : نعم ..
كيف حالك يا حمودة ؟؟!! وماذا تفعل هنا ؟؟!! أين الورد الذي كنت تبيعه ؟؟!! ولماذا انت متسخ لهذه الدرجة ؟؟؟!!
(( ما عاد عندي وردات لبيعها ، تبع محل الورد بطل يبيعني ورد لأنو كل الولاد بدون يبيعوا ورد ..!! وأنا وسخ لأنو ما عنا صابون بالمخيم لنغسل .. عنا بس حنفية وحدة لكل الناس ….!!!!))
وماذا تعمل هذه الأيام ؟؟!!
في الشوارع وأطلب المال ؟؟!
وماذا تفعل بالمال ؟؟!
أشتري بعض الفطائر لأمي وأخوتي وأعطي ما تبقى معي من المال لأمي …
شعرت بالقهر والألم ..
بعد ست سنوات من الأزمة السورية وحمودة طفل شاءه القدر أن يولد في زمن الحرب !!
حمودة لم يولد طفلا .. لم يعرف يوما معنى الطفولة !! حمودة هو رمز لبؤس الطفولة في زمن العهر … حمودة لم يعد طفلا .. حمودة أصبح يحمل هما يهد أعته الرجال … حمودة تحول من بائع ورد … لشحاد ..
حمودة مسؤول عن تأمين مال ليساعد أمه وأخوته .. حمودة وسخ متعب حزين !! وما زال البعض يسأل كيف يولد الحقد والكره والارهاب ؟؟!! كيف يولد الاجرام ..؟؟؟
يولد من الذل والفقر والقهر .. يولد في زمن العهر الانساني والكره ..
أنظر في عيني حمودة .. أستنجد بالبراءة والصدق والطيبة التي تشع من عينين هدتهما سبع سنوات من الحرب .. مازال بريق عينيه وسحنة الطفولة الطاهرة على وجهه الجميل البريء تتحديان اليأس ، تتحديان ضعفنا وعجزنا وتستجدي انسانيتنا !!
فماذا أنا فعلت ؟؟!!!
يتبع ..