عجائب الأسواق في سورية !
خاص – دمشق
تكدس البرتقال في الأسواق السورية، وتكدست معه أطيب أنواع الفواكه السورية، أي التفاح، ورغم الغلاء الكبير في المنتج الزراعي السوري، أي : الفواكه والخضروات، كما هو الغلاء في غيرها من المواد الغذائية، فإن أسعار الحمضيات ((البرتقال واليوسفي)) والتفاح هي أقل بكثير مما كانت عليه قبل الحرب.
ويشعر التفاح بالغيرة من سعر الموز المسجى بالقرب منه، وليس هناك من يشتريه، حيث يصل سعر كيلو الموز إلى مايعادي 21 كيلو من التفاح المتوسط، ويصل سعر كيلوالخرمسي إلى إلى مايعادل 7كيلو غرام من التفاح ..
وعندما تحسب الأسعار مقارنة بالتفاح والبرتقال، فإن أرقاما مدهشة ستصادف صاحبها لما تحمله من مفارقات ..
وصل سعر صندوق التفاح التفاح من 8 ــ 10 كيلوغرامات إلى مايعادل دولارا واحدا (540 ليرة سورية) ، وهو سعر منخفض جدا في مقياس الأسعار في سورية التي وصل فيها سعر الخسة الواحدة إلى (150 ليرة سورية) ، ووصل سعر البطاطا إلى أكثر من 250( ليرة سورية)..
ويعود انخفاض أسعار التفاح والحمضيات إلى حجم الانتاج الكبير الذي يغرف الأسواق في موسم واحد، وقد أعلنت المصادر الحكومية أن مليونا ومائة ألف طن من الحمضيات أنتجتها سورية هذا العام، أي يمكن للمواطن السوري الذي بقي في سورية أن يتناول يوميا كيلو يوميا من التفاح أو البرتقال، وإذا كان الحساب يجري على أساس الموسم فتصبح حصة المواطن اليومية أربع كيلو غرامات !!
الحمضيات أغرقت الأسواق، مما أدى إلى انخفاض أسعارها، وانعكس هذا بطبيعة الحال على المزارعين السوريين الذي تحاصرهم الحياة بكل أشكالها بدءا من الفقر والكساد والبطالة ووصولا إلى الموت !
وقد اضطرت المؤسسات الحكومية إلى الشروع في عملية تسويق سريعة، حيث قررت شراء الكيلو غرام من الحمضيات بخمسين ليرة سورية (10كيلو = دولار) ، وبيعه للمواطن بالسعر نفسه ليشعر الفلاح بتراجع المأساة التي أصابته!
وبيّن الدكتور عبد الله الغربي وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن الحملة تهدف إلى استجرار محصول الحمضيات وتسويقه للحفاظ على هذه الزراعة وتقديم الدعم اللازم للمزارعين وتسهيل تصريف إنتاجهم بالوسائل والطرق المتاحة للتخفيف من الخسائر التي يتحملها المزارعون من جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج والحصار الاقتصادي الصعب.
ولفت الوزير الغربي إلى أن أنه سيتم توزيع الكميات المستجرة من الحمضيات عبر منافذ البيع التابعة للوزارة أو تصريف بقية الكميات من خلال سيارات جوالة لتصل إلى معظم المناطق, مؤكداً أن الوزارة ملتزمة بشراء الحمضيات وفقاً للسعر المتفق عليه على أن تسدد قيمة الكميات المستجرة بشكل فوري للمزارعين وتأمين الصناديق البلاستيكية اللازمة لهم.
وقد تم تسيير 20 سيارة كبيرة مباشرة من محافظتي طرطوس واللاذقية إلى دمشق لتوزيع الحمضيات والتفاح إلى المراكز الرئيسة ومنافذ البيع التابعة للوزارة, كما تم تصنيع وتوفير العبوات البلاستيكية للفلاحين منتجي التفاح والحمضيات وفق أفضل المواصفات والجودة المطلوبين التي تضمن عملية استجرار محصول التفاح والحمضيات وتصدير الفائض من الإنتاج بيسر وسهولة وبما يرضي متطلبات الأسواق المحلية والخارجية وتم تسليم العبوات لمؤسسة الخزن والتسويق من أجل توزيعها على المحافظات المنتجة للتفاح والحمضيات.