صراحة رئيس الحكومة السوري، والمأساة السورية!

دمشق ــ خاص :

في أول ظهور تلفزيوني له ، وعلى الهواء مباشرة، رد المهندس عماد خميس رئيس الحكومة السورية على عدد من التساؤلات المحرجة التي يتداولها الشارع الشعبي في حواراته الجانبية وأشكال تعاطيه مع الحياة اليومية، فالحكومة السورية التي تواجه مشاكل كبيرة أفرزتها الحرب بدت في الأعوام السابقة عاجزة عن الوصول إلى حالة تحسن مبشرة في تأمين مستلزمات الحياة للسوريين الذين هاجر منهم الملايين بعيد عن الحرب والمأساة!

ورغم أن رئيس الحكومة السورية دعا المهاجرين إلى العودة ، فإنه في الوقت نفسه كان واضحا بالحديث عن المعاناة الصعبة التي تعيشها البلاد نتيجة الحرب، ولم بخف المهندس خميس اعتماد الاقتصاد السوري على الموارد الذاتية المتبقية فقط لكنه تحدث عن محاولات لإدارة هذه الموارد بشكل فني وحرفي من أجل استمرار صمود الدولة ..

واللافت في حديث رئيس الحكومة السوري إصرار حكومته على استمرار الدعم ، وإعلانه أن لامديونية في سورية رغم سنوات الحرب الست التي مرت لكنه اعترف بمخاطر الفساد والتهريب والاحتكار، واتهم المتورطين فيه بأنهم يقومون بعمل الارهاب نفسه، وقال : إن أحد العناوين الأساسية لدينا هو مكافحة الفساد بكل أشكاله وستكون هناك إجراءات حاسمة ضد الفاسدين ولن نتهاون في ذلك. موضحا أن الحرب تشكل ارضا خصبة للفاسدين وتجار الازمة وهؤلاء شركاء للإرهاب لكن ذلك لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها لان الفساد ليس فقط ماليا وإنما هناك فساد اداري ينتج عنه ترهل وضعف ويفتح ثغرات للغش والخلل في اداء الحكومة مشددا على أنه لن يكون هناك تهاون في محاربة الفساد بكل أشكاله.‏

وكشف المهندس خميس أن في سورية 423 مركز إيواء وأن ما يقدم للمهجرين داخل الوطن 80% منه يدفع من قبل الدولة السورية .

واتهم رئيس الحكومة السوري دول خارجية بالتورط في الفساد المنتشر في ملف الإغاثة، وفي موضوعات أخرى نفى خميس تغيير المناهج في التربية الدينية وقال لدينا مؤسسة دينية تقوم بفاعلية ولها دور كبير، البعض طالب بتغيير المادة الدينية في المناهج لكن لا يوجد شيء من هذا القبيل.‏

وتكشف الأجوبة التي قدمها رئيس الحكومة السوري لمقدمة البرامج المعروفة في برامجها السياسية والصحفية رشا الكسار عن ثلاثة معطيات تتعلق بالوضع في سورية، أولها أن سورية شرعت في إعادة الحيوية لاقتصادها وخاصة في مجال الانتاج واستثمار الثروات في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، وثانيها أن هناك حربا ثانية تتردد في خوض غمارها تتعلق بالفساد ومراكز القوى التي تدعمها والمرتبطة بشبكات التهريب والاحتكار وثالثها أن سورية دخلت مرحلة التخطيط لما بعد الحرب..

ومجموع هذه النقاط الثلاثة يعطي مؤشرا مهما لطبيعة التعاطي السياسي في المرحلة القادمة على صعيد الحوار الداخلي والاقليمي، وهو مؤشر عنوانه التعنت والصلابة، وخاصة تجاه أي توجه لإحداث تغييرات جذرية في بنية الدولة السورية وبنية نظامها السياسي !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى