هذه العبارة تكلّفكم خسارة أصدقائكم إلى الأبد
الاعتراف بالحب للصديق ينهي الصداقة بين الثنائي. هل هذه المقولة صحيحة؟ واقعياً تختلف المسألة باختلاف نضج الطرفين وطريقة مقاربتهما للأمور ومدى الحدّ من الحرية الذي يشعر أحدهما به نتيجة درايته بحقيقة ان اقرب الأصدقاء ليس سوى مغرم مستتر. من المؤكد أن ما قبل الاعتراف بكلمة “أحبك” ليس كما بعده. ومن المؤكد أيضاً ان ركيزة الصداقة ستهتز قبل ان تتعثّر وتتحوّل الى مجرّد علاقة عابرة ضعيفة. لذلك من المفضل في حال شعرت انك تكنّ مشاعر الحب لأحد الأصدقاء المقربين ان لا تغامر بالافصاح عن حقيقة مشاعرك لأان ذلك فد تكلّفكم خسارة أصدقائكم ، الا اذا كنت قادرًا على استيعاب نتائج اعترافك التي تختصر بالافتراق المحتم في غالب الأحيان، سوى في حال تمتع الطرف الآخر بالنضج الكافي للتعامل مع هذه الحقيقة الكبيرة. ويبقى السؤال: لماذا ينهي الاعتراف بمشاعر الحب الصداقة بين الثنائي؟
ـ الخوف من الحب:
قد لا يملك الجميع النظرة ذاتها الى الحب. واذا كنت تعتقد انه من اسمى المشاعر واجملها على الاطلاق، الا ان بعضهم يجد في هذا الاحساس عاملًا مقيدًا او متطرفُا او مقلقًا، خصوصاً في حال لم يكونوا على استعدادٍ للدخول في علاقة عاطفية مع أحد نظراً لاعتبارات شخصية او انشغالات مهنية او نرجسية تحيط طريقة تفكيرهم واسلوب عيشهم. ذلك ما يحتم عليك فهم أسلوب حياة وطرائق تفكير اصدقائك قبل الاقدام على اي خطوة جريئة كالاعتراف بالحب.
ـ الحب منزلة اهم من منزلة الصداقة:
لا شك في ان مشاعر الحب اقوى من مفهوم الصداقة. واذا كان البعض يجد في أصدقائه أقرب الناس اليه، لكن الوقوع في حب احدهم شيءٌ آخر. انها مشاعر لا تجد تفسيراً معيناً لها، وقد ترتبط بعوامل مادية ومعنوية معنية قد لا يجدها صديقكم فيكم. وبالتالي ان منزلتكم في حياته لا تتعدى مرحلة الصداقة.
ـ تضييق مساحة الحرية الشخصية:
هذه الانواع من الاعترافات المفاجئة تأسر الحرية الشخصية للطرف الآخر وتجعله مقيداً في حال أراد الاستمرار في علاقة الصداقة وكأن شيئاً لم يكن. لذلك من الأفضل تجنبها والمحافظة على المساحة التي اعطيت لكم وكي لا يكلفك ذلك خسارة أصدقائكم إلى الأبد. قد تكون الأيام والظروف وحدها كفيلة بتقريب وجهات النظر بينكما الى درجة الاحساس المتبادل بالحب. اترك هذه المسالة للوقت.
ـ عرقلة سير الحياة الشخصية:
رغم المكانة الخاصة التي تتمتع بها في حياة أصدقائك، الا ان ذلك لا يعني أنك مسيطرٌ على جميع جوانبهم الحياتية، وانه بامكانك متى أردت تخطي المساحة التي اتيحت لك. تذكّر أن لكل شخص منهجية عيش او خبايا شخصية معقّدة ومتشعّبة، وبالتالي فان تصرّف واحدٍ غير متوقع قد يؤدي الى شرذمة حياته الخاصة وقلبها رأساً على عقب. حافظ على مساحة الأمان واطلق العنان لعقلك في ادارة الأمور .