النهضة بين قناع الدين وشبح العنف

 


 "التيار الإخواني في تونس.. اللعب بالدين والعنف" عنوان الكتاب الثاني للباحث التونسي مصطفى القلعي بعد كتابه الأول "رسائل إلى صديقي السلفي" الذي لقي صدى واسعا في تونس والعالم العربي.
ووجّه الباحث اهتمامه إلى دراسة التيّارات الإسلاميّة بعد صعود حزب النهضة للحكم في تونس، وأوضح "أنا ملتصق بالجماهير وأدرك رعبها من حالة التعمية التي فرضت عليها بسبب هذا السيل الإسلامويّ الذي غمرها فأربك اطمئنانها إلى وثوقيّتها وسلميّتها ومدنيّتها".
وبيّن في كتابه أنّ الإسلاميّين غالطوا الرأي العام وغالطوا الإدارة المدنيّة مستغلّين الفترة الرماديّة وفوضى الحريّة التي أعقبت هروب بن علي وترنّح الدولة حين تقدّموا بطلب تأشيرات أحزاب سياسيّة دون أن تتوفّر فيهم الشروط لأنّ مجرّد التقدّم بطلب التأشيرة يعني قبولا ضمنيّا بكلّ شروط المدنيّة والتعايش.
غير أنّهم لم يكونوا مدنيّين بل كانوا يضمرون مشروعا معاديا للمدنيّة أصلا سرعان ما كشفوا عنه في برامجهم وخطاباتهم وخطبهم في المساجد وفي ممارساتهم حتى داخل قبّة التأسيسيّ. من ذلك مثلا أنّ مسيرات حزب التحرير لا تكون إلاّ بعد صلاة الجمعة ولا تخرج إلاّ من جامع الفتح الذي يؤمّه وزير نهضويّ.
وأوضح القلعي أنّ مشروع الإسلام السياسيّ هو إقامة دولة الخلافة. وهذا المشروع كان عظيما في عصره وكان مبتكرا على غير مثال أقيم. وقد نفّذه قادة إسلاميّون عظام سياسيّون وعسكريّون. وكان مناسبا للحظته التاريخيّة ومنسجما مع طلبات العصر الإسلاميّ الأوّل. أمّا ما يروّج له اليوم فمجرّد نسخة مقلّدة ضعيفة يحملها أشخاص تعوزهم المعرفة والفكر والتقنية والثروة.
وأعرب الباحث عن مخاوفه من سيطرة الإسلاميين على قطاع التربية، وقال لقد "زرعوا فيه الجهاديّين والأصوليّين بفتوى قانونيّة تأسيسيّة طبعا هي العفو التشريعيّ العامّ. إنّهم الآن يسيرون بالسرعة القصوى نحو نهايتهم. على الأقلّ هذا ما تقوله سيرة حسن البنّا".
وأضاف لصحيفة تونسية "لابدّ من تثوير البحث العلميّ ومن تثوير الجامعات ومن تثوير البنى الاقتصاديّة. لابدّ من دراسات لآليّات الحراك الاجتماعيّ. لابدّ من أبحاث في طبيعة المؤسّسات الرمزيّة المؤسّسة للمجتمع، لابدّ من تثوير الثقافة. لابدّ من احترام المبدعين والفنّانين وضمان كرامتهم وتقدير إبداعهم واعتباره عملا وطنيّا لا يقلّ أهميّة عن الإنتاج الزراعيّ والصناعيّ".
"لابدّ من تركيز تعليم تنويريّ لا تركيز تعليم تلقينيّ تيئيسيّ لا آفاق له. الأفكار كثيرة والمشاريع لا تنسى والعزائم من حديد عند أبناء شعبي ولكنّ السلطة رجعيّة لا تريد التقدّم بل تعطّله".

ميدل ايست أونلاين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى