الإمارات أولى عربياً في «مؤشر تمكين التجارة العالمية»

ساهمت زيادة الاندماج بين اقتصادات «دول رابطة جنوب شرق آسيا» (آسيان) والاقتصاد العالمي، في تحول هذه الدول السوق الأكثر انفتاحاً لتبادل البضائع، متفوقةً على كلّ من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.
وأظهر تقرير «تمكين التجارة العالمية لعام 2016»، الذي أصدره «المنتدى الاقتصادي العالمي» ، أن «الإمارات احتلت المرتبة الأولى عربياً تلتها البحرين ثم قطر، بينما احتلت السعودية المرتبة السابعة ولبنان المرتبة التاسعة». أما عالمياً، فجاءت الإمارات في المرتبة الـ23، وقطر في المرتبة الـ43، ولبنان في المرتبة الـ90.

وأضاف التقرير أن «منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشمل بعض أفضل الأسواق أداءً، مثل الإمارات، ولكن الفروق بين دول المنطقة شاسعة، فحال المنطقة كغيرها من مناطق العالم حيث يكون أداء الدول ذات الاقتصادات الغنية بالسلع الأساس أفضل منه في الاقتصادات الأصغر».

وشمل التقرير مؤشر تمكين التجارة العالمية الذي يقيّم أداء 136 دولة حول العالم في معايير عدة، منها النفاذ إلى الأسواق المحلية والأجنبية، وكفاءة إدارة الحدود، وتوافر البنية التحتية والرقمية، وخدمات النقل، والبيئة التنظيمية.

ويأتي تصدّر دول رابطة «آسيان» في وقت يشهد كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تراجعاً في الانفتاح، إلا أن التصدّر لا يشمل المعايير كافة، ولذلك فإن أفضل الاقتصادات لتمكين التجارة هما على ما يبدو شمال أوروبا وغربها، باستثناء ملحوظ لكلّ من سنغافورة وهونغ كونغ اللتين احتلتا المركزين الأول والثالث على التوالي.

وقال المؤسس الرئيس التنفيذي لـ «المنتدى الاقتصادي العالمي» كلاوس شواب: «لا تزال التجارة العالمية الحرة هي الحامي والدافع الأقوى لتقدم الاقتصاد العالمي، والتحدي الأكبر للقادة هو جعل التجارة أكثر عدلاً، وترسيخها كقوة لتحقيق النمو الشامل».

ولعلّ إحدى النتائج الرئيسة الأخرى للتقرير هي النجاح المحدود نسبياً الذي حققته الحكومات في ما يخص كفاءة إدارة الحدود، خصوصاً أن كفاءة الإدارة تعتبر مسألة سهلة، وتحقق مكاسب غير متكافئة لكل من الشركات الصغيرة والكبيرة، إذا قورنت برأس المال المادي والسياسي المطلوب لتحقيق هذه المكاسب. وهذا التباطؤ في التنفيذ قد يتسبب في بعض القلق عالمياً، خصوصاً مع دخول اتفاق تسهيل التجارة 2014 التابع لمنظمة التجارة العالمية، حيز التنفيذ عام 2017.

وأضاف التقرير: «على خلاف المعتقدات العامة، فإن الكثير من سكان العالم لا يزالون غير قادرين على المشاركة في التجارة الدولية، أو سلاسل القيم العالمية، ووفق المؤشر فإن أداء كبرى الأسواق النامية يعدّ سيئاً نوعاً ما إذ إن الصين هي الدولة الوحيدة ذات التعداد السكاني العالي التي حلّت ضمن الدول الـ10 الأوائل، بينما حلّت ست من الدول الأخرى، تضم نحو 2.4 بليون نسمة، في مراتب ما بعد المئة، فالهند حلّت في المركز 102، والبرازيل في المركز 110، وروسيا 111، وباكستان في المركز 122، وبنغلادش 123، ونيجيريا في المركز 127».

وأظهر التقرير أن «أوروبا وأميركا الشمالية تبقيان من أفضل المناطق أداءً عندما يتعلق الأمر بتمكين التجارة، على رغم أن كلتيهما شهدتا تباطؤاً في التكامل منذ العام 2014. ويتركز الأداء الأفضل في الدول الأوروبية الجديدة مثل ليتوانيا التي تقدمت 8 مراتب لتحلّ في المركز 29، ودول رابطة التجارة الحرة الأوروبية ومنطقة البلقان، أما سويسرا والولايات المتحدة فهما الدولتان ذاتا الأداء الأسوأ على التوالي في ما يتعلق بالوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية».

وإلى جانب سنغافورة وهونغ كونغ، فإن أفضل الدول أداءً في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ هي اليابان التي جاءت في المركز 29، متقدمة 16 مركزاً، ونيوزيلندا التي جاءت في المركز 18 متراجعة 4 مراكز، بينما حسّنت دول الإقليم ترتيبها، بما فيها الصين التي تقدمت مرتبتين.

وأضاف التقرير: «أما دول منطقة ميكونغ الأربع، أي حوض نهر ميكونغ، فشهدت كلها تحسناً ملحوظاً في ترتيبها، فاحتلت تايلاند المركز 63 متقدمة 9 مراكز، وفيتنام المركز 73 متقدمة 14 مركزاً، وجمهورية لاو الديموقراطية الشعبية (لاوس) المركز 93 متقدمة 7 مراكز، وكمبوديا المركز 98 متقدمة 4 مراكز».

وتتصدر تشيلي، التي جاءت في المركز 21 عالمياً، دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، في 5 من معايير المؤشر. وجاءت المكسيك في المركز 51 متقدمة 11 مركزاً، والأرجنتين 94 متقدمة 9 مراكز، محققتين التحسّن الأكبر في الإقليم، بينما تراجع كلّ من البرازيل وبوليفيا 13 مركزاً إلى المراكز 110 و112 على التوالي.

وحققت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء التحسن الأكبر عالمياً، نتيجة التطورات المهمة في الوصول إلى الأسواق، خصوصاً الأجنبية منها. ولكن أداء موريشيوس شهد بعض الضعف، ما أدى إلى تراجعها 9 مراكز إلى المركز 39 عالمياً، إلا أنها بقيت أفضل دول الإقليم أداءً. أما ليبيريا، فشهدت أعلى نسبة تحسّن في الإقليم، حيث حلّت في المركز 120، متقدمة 9 مراكز بعد انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية أخيراً.

وأشار التقرير إلى تحسّن اقتصادات جنوب آسيا على مدى العامين الماضيين، فتقدمت الهند 4 مراكز إلى المركز 102، إلا أن سريلانكا تراجعت إلى المركز 103، وباكستان 122، وبنغلادش إلى المركز 123. ولا تزال منطقة جنوب آسيا المنطقة الأكثر انغلاقاً في العالم، فهي تفرض في المتوسط تعرفة نسبتها 16.7 في المئة على المنتجـات المستــوردة، مقـارنة بـ15.8 في المئة عام 2014.

صحيفة الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى