صراع بين تلفزيونين عملاقين من «ورق»!
شهد معرض «رابطة تقنيّات المستهلك- 2017» (اسمه المختصر «سي إي أس» CES) صراعاً بين شاشتين تلفزيونيّتين عملاقتين، وكلتاهما من… «ورق»! وتبديداً للالتباس، تميّزت الشاشتان العملاقتان بأنهما على درجة عالية من الرقّة، بل إن السماكة فيهما تقلّصت إلى بضعة ميلليمترات، مع ملاحظة أنهما بقياس 75 إنشاً (190 سنتيمتراً)، ما يقلّ بعشرة سنتيمترات عن… المترين. وإمعاناً في التشبيه بالورق، عرضت الشاشتان أيضاً وكأنهما لوحتا حائط تثبّتان على جدار غرفة في المنزل. وكذلك تشابهتا في أن المساحة الواسعة للشاشة لا تعني أنها تتطلّب أن تشاهد عن بعد، كحال التلفزيونات التقليديّة التي كلما زادت طولاً وعرضاً، طلب من المشاهد أن يزيد المسافة التي تفصل عينه عنها.
نهضت شركتا «سامسونغ» Samsung و «آل جي» LG بأمر صناعة الشاشتين التلفزيونيّتين المشار إليهما آنفاً. ويلفت أنّ كلتيهما من كوريا الجنوبيّة التي صارت عمليّاً المقرّ للشاشات التلفزيونيّة المتطوّرة، كتلك التي تتمتع بالدقة العالية (الأصناف من فئة «آتش دي» HD وما بعدها)، وكذلك التي تعمل بالكهرباء العضويّة المتطوّرة «أو ليد» OLED وما إليها.
فن يتألّق في الظلمة
حرصت «سامسونغ» على إبراز الشبه بين شاشتها العملاقة ولوحات الرسم، بل إنها تعرض لوحات فنيّة عندما تكون مطفأة! وتوظّف شاشة تقنية «كيو ليد 4 كيه تي في» QLED 4K TV، وتعمل بطريقة الـ «كوانتوم» Quantum بمعنى أنها تحوّل كل تيار إلكتروني صغير إلى أنواع كثيرة من الألوان. وتبلغ درجة السطوع فيها إلى قرابة ألفي شمعة كهربائيّة، ما يعطي وضوحاً فائقاً في الصور وسطوعاً متألّقاً في الألوان.
وفي المقابل، تعتمد الشاشة المنافِسَة التي قدّمتها «آل جي» على تقنية «كيو ليد 4 كيه تي في» أيضاً، وتصل سماكتها إلى 2.57 ميللمتر. وقدّمت الشركة نموذجين منها، كان الأكبر بينهما بقياس 77 إنشاً، ما يساوي 195.8 سنتيمتر! وتستند في نقاء صورها إلى أربع فئات من تقنية الـ «آتش دي آر» HDR التي تتصف بالديناميكيّة الفائقة في التعامل مع الأشكال والألوان. ويعني ذلك أنها تنافس تماماً نظريتها في «سامسونغ». وربما لا يطول الزمن قبل معرفة أيّ العملاقين سيفوز بالغلبة.
صحيفة الحياة اللندنية