ماذا يحصل في جنيف ؟؟!!
هل هو مجرد حلقة جديدة في مسلسل لقاءات جنيف ام فعلا لقاء قد يغير مجرى الأحداث ويعيد الأمل والأمان ؟؟!!
وهل سيبقى ما يحصل في جنيف في جنيف ام سيخرج من جنيف ليلامس قلوب السوريين ويعيد لهم بريق الحياة ورفاهية السلام ؟؟!!
لا أحد يملك الجواب .. ولا أحد يعلم حقيقة ما يجري وما سينتج .. ومتى وكيف .. وأما بعد ..
كالعادة وكما حصل مع دول كثيرة من قبل ..
تحول وجع السوريون وأحلامهم وطموحهم الى سلعة قيمة للمتاجرة والبروظة والإعلان .. وبدأت المنافسة بين المنظمات الانسانية والمؤسسات الحكومية الدولية الى التهافت على استقطاب لقاء هنا ومؤتمر هناك ، واستعراض مشروع حل هنا وخطة سلام هناك .. والواقع لا شيء الا المزيد من الألم والمعاناة والتشرد والخراب. لنتأكد يوما بعد يوم أن الأموال الطائلة التي تدفع لتنظيم هذه اللقاءات، لو يتم دفعها لوقف الحرب ومساعدة الناس لأصبحت سوريا من أقوى الدول وأكثرها رخاء ..
ولكن كيف سيحصل هذا والدول نفسها راعية الحل السياسي ترسل الأسلحة وتدعم الحرب .. ؟؟!!
ان ما حصل منذ بداية الحرب وما زال مستمرا الى اليوم هو لعبة قذرة تقودها الدول الكبرى ، تحاول علنا وعلى شاشات التلفزة الندب والنواح على الشعب المنكوب بالحرب ، وتنادي بالسلام ووقف الحرب ، وترعى مؤتمرات ولقاءات للحل السلمي ودعم عملية السلام ونشر السلم ، وترسل المساعدات الانسانية والسلل الغذائية .. وهي حقيقة ومن تحت الطاولة ترسل الأسلحة وتثير البغض وتفتعل الأسباب لتستعر الحرب ..
ما فوق الطاولة جميل انساني أخلاقي ، وما تحتها مؤلم ، مقرف ، مدمر قاتل .. ..وما الشعب المسكين الذي يدفع الثمن ويعاني الأمرين الا أداة للمتاجرة وكسب الجولات وتحقيق المصالح .. لنكتشف مع الوقت أن المنظمات الانسانية وشريعة حقوق الانسان الدولية .. تحولت بيد الساسة والحكومات الى منابر إعلامية ومنصات دعائية لتبييض وجه الحكومات أمام شعوبها وتلميع صورتها في الحملات الانتخابية .. وإضفاء صبغة الوداعة والانسانية على خطاباتها وتصريحاتها الدعائية والإعلامية .. لتستر عورة وحشيتها ودمويتها لتحقيق مصالح ومكاسب مادية وسياسية على حساب البلدان والشعوب المنكوبة .. وما الحرب المستعرة الا بأسلحة مدمرة قاتلة .. ترسلها هذه الدول والحكومات نفسها لتدير بها هذه الحرب وتتحكم بها .. وتولعها ..
لعبة أصبحت مكشوفة ونحن ندفع ثمنها ..
وبرأيي المتواضع ان أرادوا وقف الحرب ونشر السلام والمحبة والانسانية لاستطاعوا ذلك ومن أول الأزمة … بارسال الكتب وكلمات التهدئة ودعوات السلام .. بدل إرسال الأسلحة ودعم القنوات المحرضة المتطرفة ..
نعم .. لو أرادوا لاستطاعوا ..؟؟!!
ولكن على ما يبدو فالصفقات لم تكتمل ، والغنائم لم تقسم كما يجب .. وجنيف على وجع السوريين .. مستمر !