مفكرة الأيام
“الحيوان خطر عندما يجوع. الإنسان خطر عندما يشبع”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17 نيسان/ إبريل 2017
أنا من مواليد الجلاء…
لكنني ما زلت منهمكاً، منذ سبعين سنة،
بتعريف الحرية.
جلاء الفرنسيين “عن” بلادنا…مهم
ولكن جلاء السوريين “من” بلادهم… كارثة.
ثمة أيضاً 7 ملايين طفل وطفلة بلا “جلاء” مدرسي.
مع ذلك…
دم القائد الشهيد يوسف العظمة، بطل ميسلون،
مؤرخ لحظة فريدة.
19 نيسان/ إبريل 2017
عندما بدأت سورية تنزف…
عرفت أننا ذاهبون إلى منازلة شقية ومؤلمة،
مع الرغيف.
من باب الرمز…خبأت رغيفاً في الثلاجة،
استعداداً ليوم الحشر.
من باب الرمز، اليوم، أخرجت هذا الرغيف
ووضعته على الشرفة، باتجاه فلسطين
المضربة عن الطعام.
21 نيسان/ إبريل 2017
غاسلة الذنوب…
لفّاية الأسف…
ماسحة الحسرات عن حواف الكؤوس…
مصفاة عنجهية المنتصرين…
مخترعة الأسماء الحسنى للغفران…
صديقة النمل وزيزان الحصاد…
الذاكرة الجمعية لمسرات بائدة.
النزقة كالنار
الحارة كالخبز
بتول الشهوات
الموزع الحصري للكتاب الذكي…”فن الحب”،
حيث كل جملة فيه قبلة.
هذه المرأة…
سوف تأتي، الليلة، إلى موعدنا
قائلة كعادتها، منذ نعومة أحلامي،
“أراك لاحقاً في وقت…سابق”.
26 نيسان/ إبريل 2017
ليس على الطريق آثار من رحلوا.
ولا بين الغيوم آثار أقدامهم.
وعبثاً تتبع الرائحة التي تدلك على أنهم ما زالوا يعطرون الكون،
حُكّ شعرك، كمن يستحضر الأفكار والأسرار…
إنهم هنا…
هنا
يقيمون
في
وطن الذاكرة !
5 أيار/ مايو 2017
كان بشعاً منظر الشبعانين،
وكذلك مشهد الوفرة في الطعام…
في حفلة “وزارة إعلام شعب” لا يجد طعاماً،
وفي كل عشر ساعات هناك… قتيل جوع سوري.
وفي السجون الإسرائيلية سجناء مضربون فلسطينيون عن الطعام حتى الموت.
هكذا احتفالات لا تمجد الفن.
ولا تكرم الحياة،
ولا تؤكد صمود الشعب…
وإنما تترك انطباعاً بالشماتة من:
المقهورين…
المنكوبين…
الجوعانين…
ثمة أيضاً بشاعة في الألبسة.
ـ بلا تاريخ ـ
ساعدني أيها السنونو
دلّني
علّمني
علّمنا
علّمهم…
كيف بمنقار صغير،
ورفيقة حب مخلصة،
تبني عشك
فيما تبقى
من بيت هدمته الحرب !