عندما كان أفلاطون شاعرا

من أطرف ما قاله أفلاطون الذي كان في صدر حياته مولعا بقرض الشعر في بعض محاوراته الشهيرة : (( الشاعر كائن أثيري مقدس ذو جناحين لا يمكن أن يبتكر قبل أن يلهم فيفقد صوابه و عقله و ما دام الإنسان يحتفظ بعقله فإنه لا يستطيع أن ينظم الشعر )) ما كدت أقرأ هذا القول للفيلسوف اليوناني الشهير حتى كدت أفقد عقلي و على الفور تلبسني شيطان الشعر و نظمت هذا الكلام الذي أسميه شعرا…

كم أنت قديم يا صوتي
كم أنت عريق!.
هل قلت صباح الخير أنا لصديقي
أم شخص آخر قال
لغير صديق ؟!

لم لا يشبه هذا الفجر سواه ؟.
و لماذا أشبه نفسي دوما؟
الوردة هذي لا تشبه وردة أمس
فلماذا يبقى البستاني قصير القامة مثلا
أو محني الظهر
و لماذا يغدو المتنزه لصا
يتسلل بين الزهر
لو أن تحيتنا كانت مثل صباح الخير
إذن لاخترت كلاما آخر
أو نبرات أخرى

يا ليت البستاني توقف بعض الشيء
لكي يستغرب أو يدهش أو يتأمل
ياليت المتنزه لم يقطف سراً
زهراً لا يحتاج إليه
أأنا المسؤول عن الأشواك
تقاوم سرقته
و بما أكتب سراً عن ذلك المتربص
خلف ثياب الجنرال الشاطر
في تزوير و تصنيع مدائح شعرائه فيه
ليصير أخانا الأكبر و الأجمل
في صور الإعلانات و جمع الشمل
لإنقاذ السجان المسكين
من السجناء الأشرار

الله …الله…!
من أين طريق الجنة يا إبليس
و أين طريق النار ؟
خذني
أنقذني منك
و من صرح مهجور
بات بلا زوار
و أسف الشعر
على صياد الكلمات
يصفق لا طبل لديه
و لا مزمار !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى