2017 عام هيمنة البيانات الضخمة وعمليات التحليل
مع ثورة التحول الرقمي التي تعيشها غالبية القطاعات الاقتصادية اليوم أصبحت «البيانات الضخمة» Big data واقعاً ملموساً في عالمنا اليوم، حتى أن قاموس أوكسفورد اعتمد المصطلح وأضافه لقاموس اللغة مع مصطلحات مستحدثة أخرى مثل التغريدة tweet. وتحولّت البيانات والمعلومات التي تولدّها وتملكها الشركات إلى «ثروة» يضعها مصرفيو الاستثمار، بمن فيهم محللو الأسهم، نصب أعينهم لدى تقييمهم لسعر الشركة وقيمتها في السوق.
ويعرّف معهد ماكنزي العالمي البيانات الضخمة بأنها مجموعة من البيانات التي يفوق حجمها قدرة أدوات قواعد البيانات التقليدية على التقاط، تخزين، إدارة وتحليل تلك البيانات.
وتتألف البيانات الضخمة من كل من المعلومات المهيكلة والتي تشكل جزءاً ضئيلاً يصل إلى 10% مقارنة بالمعلومات العشوائية أو غير المهيكلة والتي تشكل الباقي. والمعلومات غير المنظمة هي ما ينتجه البشر، كرسائل البريد الإلكتروني، مقاطع الفيديو، التغريدات، منشورات فيس بوك، رسائل الدردشة على الواتساب، النقرات على المواقع وغيرها.
ويشير خبراء إلى أن عام 2017 سيشهد نمواً كبيراً في حجم البيانات الكبيرة بالتزامن مع استمرار ضخ استثمارات كبرى شركات العالم مثل جوجل، فيسبوك، بايدو وأمازون «آي بي إم» وإنتل ومايكروسوفت التي تقوم حالياً باستثمار مبالغ ضخمة في جذب أصحاب المهارات وإنتاج طرفيات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي، لافتين إلى أن البيانات الضخمة أدت إلى بروز قطاع «التعلم العميق» المتفرع عن قطاع الذكاء الاصطناعي.
ويتوقع المعهد الدولي للتحليلات (IIA) أن يؤدي الاهتمام والاستثمار المتزايد في تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى ظهور أدوات جديدة لجمع وتحليل البيانات وبروز فرص وظيفية جديدة خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.
ويتوقع تقرير حديث لشركة «آي دي سي» للأبحاث نمو إيرادات البيانات الكبيرة وتحليلات الأعمال عالمياً من 130.1 مليار دولار في عام 2016 إلى أكثر من 203 مليارات دولار في عام 2020، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 11.7%.
فرص متاحة
وقال تيد فريدمان، نائب الرئيس والمحلل لدى جارتنر للأبحاث في تصريحات خاصة للبيان الاقتصادي إنه وللاستفادة من الفرص المتاحة في سوق تحليل البيانات الكبيرة فإنه ينبغي على الشركات في الشرق الأوسط وضع استراتيجية وأطر عملية تعمل على تطوير المهارات التقنية والمهنية وتبني المناصب والمهام الجديدة المتولدة عن هذا الطلب المتزايد وتوسيع نطاق المهارات والتقنيات لتصبح هنالك وحدات ومناطق أعمال جديدة في الشركة وتحقيق الانسيابية في حركة البيانات وإيجاد بيئة تجريبية، من أجل دعم عالم البيانات وعمليات التحليل في كل مكان.
وأضاف: «سوق البيانات يتجه نحو دمج التخصصات المختلفة معاً، فضلاً عن أن منهجيات البيانات وعمليات التحليل أصبحت أكثر شمولية وقادرة على تغطية كافة مراحل الأعمال.
وتتصدر المؤسسات الرائدة حالياً هذا التوجه، فالقيمة المتولدة لديها ستخلف وراءها الشركات المنافسة الأقل استعداداً، بل وستتخطاها في كافة المجالات والتخصصات، بدءاً من عمليات تحليل العملاء، وصولاً إلى تحويل البيانات إلى خطط للعمليات، وغيرها الكثير».
3 توجهات
ولفت فريدمان إلى أن هنالك ثلاثة توجهات رئيسية ستقود هذا التغيير الجذري في طرق استخدام البيانات وعمليات التحليل وهي أولاً، البيانات وعمليات التحليل التي ستدفع عجلة نمو عمليات الشركات الحديثة بشكل كامل.
وثانياً، ستتبنى المؤسسات منهجية شاملة ومتكاملة لمعالجة البيانات وعمليات التحليل، حيث ستقوم الشركات بإنشاء بنى متكاملة من النهاية إلى النهاية من شأنها تمكين إدارة البيانات وعمليات التحليل بدءاً من مركز العمليات في المؤسسة وصولاً إلى الطرفيات. ثالثاً، زيادة اعتماد المديرين التنفيذيين على البيانات ما سيتيح لخبراء البيانات وعمليات التحليل لعب أدوار جديدة في الشركات.
توصيات رئيسة
وحول أهم توصيات «جارتنر» في هذا الإطار، قال فريدمان: «توصي مؤسسة جارتنر قادة البيانات وعمليات التحليل العمل بشكل استباقي من أجل نشر عمليات التحليل على امتداد أقسام المؤسسة، وذلك من أجل جني أكبر قدر ممكن من الفائدة المنشودة لتمكين البيانات بهدف دفع عجلة الأعمال.
وهذا يعني أنه ينبغي دمج القدرات التحليلية على نطاق واسع، وذلك ضمن نقاط تفاعل المستخدم والعمليات. وينبغي على أي شخص يقوم بعملية تقييم سليمة ومتكاملة لأي شركة، في ظل العالم الرقمي المتنامي الذي نعيشه في يومنا الراهن، تقديم مذكرة خاصة بقدرات الشركة في مجال البيانات وعمليات التحليل، بحيث تتضمن حجم وتنوع وجودة أصول المعلومات».
صحيفة البيان الأماراتية