الكريسمس في اب !!
منذ فترة ، قرأت دعوة على صفحة مشتركة لجيران المنطقة التي أسكن بها ، يطلبون من أهالي المنطقة بأن نضع زينة الميلاد ولو بشكل بسيط هذا العام وان نجتمع في يوم محدد من آب لنسير باتجاه بيت أحد الجيران حاملين هدايا ومرنمين بأغاني الميلاد ..
تمعنت أكثر بالدعوة لأستنتج أنها تعاطفا مع جار مصاب بالسرطان ويريدون أن يحتفلوا معه بعيد الميلاد مبكرا لكونه قد لا يكون موجودا وقتها .. !!
استغربت وتعاطفت وغضبت واستهجنت ..
كتلة من العواطف والمشاعر الغريبة والمتناقضة أصابتني ..
فهو رغم أنه شكل جميل جدا من أشكال التعاطف الإنساني احترمته كثيرا ..ولكنني وبنفس الوقت استهجنته بطريقة غريبة ..!!
شعرت وكأنها جنازة لرجل حي ..!!!
طرحت الموضوع امام أولادي ومع زوجي لأسمع رد فعلهم بين مرحب ومتعاطف وبنفس الوقت مستغرب ..!!
ففي ثقافتنا تعودنا أن لا نخبر المريض بمرضه وأن نتحايل لاحتوائه ودعمه نفسيا وتطمينه بأن كل شيء سيكون بخير .. رغم أننا قد نعلم أحيانا مرارة وسوء الوضع ..
وبنفس الوقت يقول العلم أن الحالة النفسية مهمة جدا للتغلب على المرض ومقاومته .. فكلما تم دعم المريض نفسيا وإحاطته واحتوائه عاطفيا وتقديم جرعات الأمل والتفاؤل له كلما ساعد ذلك على مقاومة المرض والإسراع في الشفاء … !!
أما ثقافة إعلام المريض بحقيقة مرضه ، وتوضيح كل الأمور والتوقعات والمدة الزمنية المتبقية لديه في هذا الحياة ، وإعطائه القرار ليحدد مصيره فلا أعلم مدى صحتها وتوافقها مع مبدأ الدعم النفسي الإيجابي للمريض .
جعلني الموقف في حالة ضياع بين ثقافتين .. ثقافة الاحتواء والدعم الأُسَري والمجتمعي النفسي، وثقافة الصراحة والنضج وتقبل الواقع ومفهوم الحياة والموت .. وجعلني احترم بشدة إنسانية المجتمع الذي أعيش بِه الآن .. ولكنه بنفس الوقت طرح عندي سؤالا أكبر
ما هو الصح ؟؟!!؟
فهل يصح الكريسمس في أب ….؟؟؟؟؟
.