السياحة اللبنانية تودع السنوات العجاف بموسم صيفي قياسي

خرج لبنان من الموسم السياحي الصيفي بحصيلة منعشة لم يشهدها منذ اندلاع الأزمة السورية قبل ست سنوات، في مؤشر على تعاف القطاع من سلسلة ازمات سياسية وأمنية خانقة. وترجمت زيادة بـ35 بالمئة في اعداد السياح القادمين الى لبنان مقارنة مع صيف 2016 خروج القطاع الاكثر حساسية في البلاد من نفق مظلم، في انجاز كان للمغتربين فضل في تحقيقه. وكان لافتا جذب لبنان خلال العام 2017 لبنانيين في الهجر أحجموا عن زيارة بلدهم الأمّ منذ سنوات عدّة.

ويشهد مطار رفيق الحريري الدولي حركة ركاب كثيفة تتمثل بأعداد كبيرة للوافدين والمغادرين من والى لبنان، حيث بلغ عدد الركاب خلال النصف الأول من آب/اغسطس نصف مليون راكب، ومن المتوقع ان يصل العدد الى مليون لغاية نصف ايلول/سبتمبر. وبلغت حركة الركاب خلال الاشهر الثمانية الاولى من العام 2017 5 ملايين و538 ألفا و185 راكبا بزيادة تقدر بنصف مليون راكب عما كانت سجلته في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتشير كل التقديرات الى المزيد من الارتفاع في ظل الحركة الناشطة جدا من المطار واليه، خصوصا مع قرب البدء بالمرحلة الجديدة لتطوير سعة المطار والانتقال الى مرحلة استيعاب 12 مليون مسافر سنويا من لبنان واليه.

من جهتها كانت حركة مطار بيروت الدولي لافتة جدا هذا الصيف، حيث بلغت أعداد المسافرين رقماً قياسياً في شهري تموز/يوليو وآب/اغسطس ليسجلالاول مليون راكب الثاني مليونا و79 ألف راكب. وبلغ عدد الركاب الوافدين حوالي 17 الفاً يومياً، مما استدعى تسيير رحلات جويّة اضافية ليشهد المطار للمرة الأولى إقلاع وهبوط حوالي 175 رحلة جوية يومياً في تلك الفترة.

وشكل السياح الوافدون من الدول الاوروبية نحو 32.4 بالمئة من مجمل السياح، والوافدون من الدول العربية نحو 32.1 بالمئة ومن أميركا نحو 17.4 بالمئة. وذكر وزير السياحة اواديس كيدانيان في حديث تلفزيوني ان “الوضع السياحي في لبنان ممتاز هذا العام بالنسبة للعام الفائت”.

وقال كيدانيان “حجوزات الفنادق وصلت في شهر تموز /يوليو الى 61 بالمئة ووصلت في عيد الأضحى الى 90 في المئة في المناطق اللبنانية أما في بيروت فنسبة الحجوزات كانت 100 بالمئة بمناسبة العيد”. ولفت كيدانيان الى “ان الزحمة الخانقة التي تشهدها الطرقات هي نتيجة هذا الارتفاع في قدوم السياح هذا العام في ظل بنى تحتية غير مشجعة ولا تستوعب هذا الكم من السيارات الاضافية”.

من جانبه كشف رئيس نقابة المؤسسات السياحية والسفر في لبنان جان عبود أن نسبة الارتفاع في أعداد السياح القادمين الى لبنان هذا الصيف بلغت حوالي 35 في المئة مقارنة مع صيف العام 2016، عازياً الزيادة الى تحسّن المعنويات تجاه لبنان. واشار عبود الى وجود “راحة نفسية في البلد” رغم المعارك التي دارت في عرسال.

واعتبر عبود توافد مغتربين لبنانيين من البرازيل والمكسيك عاملا ايجابيا “يشير الى ان مؤتمرات المغتربين ومشروع وزارة السياحة لجذب السياح، بدأت تظهر مفاعيله، ولو بوتيرة بطيئة”. كما لفت إلى أنه بالاضافة الى السياح الاردنيين، العراقيين والمصريين، “هناك سياح من الكويت وقطر ولكن ليس بالنسبة المتوقعة، حيث ان الضغط السياسي في الخليج ما زال قائماً ولكن بشكل متراخٍ وليس بحزم كما كان في السابق”. وتوقع عبود ان تعاود الايرادات السياحية ارتفاعها من 6 مليار دولار في العام 2016 الى 7.5 مليار دولار في العام 2017.

وعانى القطاع السياحي في لبنان في السنوات الماضية بسبب الحرب في سوريا، وبسبب الازمات التي ضربت البلاد بدءا من أزمة النفايات مروراً بتوتر العلاقات اللبنانية الخليجية وصولاً الى الرجات الأمنية في القاع وما رافقها من شائعات حول انتشار كبير للإرهابيين في كافة المناطق اللبنانية.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى