حريران في سورية ولبنان
الهواة في واقع محترف… مغامرون
انتبهت، فجأة، أن رئيس وزراء لبنان “سعد وحريري”، وأن مقابله من المعارضة في سورية الغد “نصر وحريري”. وبما أنني احترم المناصب بلغة الكتابة (دعك من فتنة الواقع) فقد دار في ذهني ماهوالمشترك بين الاثنين.
– كلاهما يعلنان أن السعودية لا تتدخل في الشأن الداخلي السوري واللبناني. وأن الاثنين يشتركان بأسماء القوة دون فاعليتها: الحرير أقوى خيط وأمتن نسيج، والسعد والنصر يكادان يرفرفان على المشهد….السعد يساعد على النصر . أما المشتركات الأخرى فهي أن كليهما في فترة الحرب على سورية جرّبا الأقوال والأفعال… فما أجدت
الأفعال لأنها تخضع لميزان القوة، وبقيت الأقوال لأنها تفيد في التشدد الظاهري، ولا تخذل الأنصار. لقد وعد الاثنان بالهبوط في مطار دمشق. وربما الصلاة في دمشق… الصلاة ذات الملمس الحريري، وذات الإطلالة المسعدة والمنتصرة …ومازالا ، بلغة اخرى ، يعتقدان ويعلنان . الحريري السوري رئيس المفاوضات، ويشترط، منذ اللحظة الأولى، عدم التفاوض. وهذا أغرب الأنواع في تطبيق فكرة السقف العالي، في البداية ، لنصل إلى السقف الأدنى في النهاية.
إذا كان الحريري السوري لايقبل بأقل من إزاحة بشار الأسد قبل التفاوض… فلا بد أنه يستند إلى منجزات على الأرض. وبصراحة أنا لا أرى منجزات ،في أي مكان، إلا بمديح السعودية (القوة الإقليمية العظمى هذه الأيام) السعودية بوصفها قائدة وقاعدة التشدد ضد إيران وحزب الله وسورية والعراق واليمن والروس وكلها حزمة واحدة في السياسة، ولكنها في الحرب فوق طاقة الولي أركان حرب محمد بن سلمان.
الحريري اللبناني ليس أقل تشدداً: المطلوب تسليم سلاح حزب الله... وإن تجملت التسمية. والمبتدئون في الشأن اللبناني يعرفون أن هذه أطروحة حرب، لأن فيها الخيار الأوحد بلغة إما/ وإما. فحزب الله، بتسليمه سلاحه، حتى لو إلى الحسين بن علي، سيكون مكشوفاً لإسرائيل، حزباً وسكاناً وجغرافيا، وإرثا من التارات بينه وبين إسرائيل.
كذلك الأمر بالنسبة للحريري السوري: لغة إما/ وإما… تضع السلطة السورية، في مأزق الإلغاء، مضافاً إليه كل التكلفة للوصول الى عدم الإلغاء. إذن ثمة وجه شبه بين الحريري السوري والحريري اللبناني لا أعرف ما هو…ولكن الأيام سوف تعرفه!
الايام جهاز جيد للفضيحة !