و حش الغلاء
وحش الغلاء هذا الذي يركب على ظهورنا و يكاد أن يبطحنا أرضا قبل أن يلتهمنا، ماذا نصنع للتخفيف منه و لا أقول ماذا نصنع للتخلص منه والقضاء عليه . خذوني أنا مثلا الموظف المتقاعد الذي راتبه الشهري 35,500 ليرة و زوجتي المتقاعدة مثلي راتبها 25000 ليرة أي ستون ألف ليرة و خمسمئة . ونحن بالبيت ثلاثة أشخاص تجاوزوا سن الرشد وشاخ بعضهم.
ستون ألفا لا تكفي أسبوعا واحدا إذا ما أردنا أن نعيش في مستوانا الذي كنا نعيش فيه قبل الأحداث الأخيرة … و لذلك وضعنا خطة للإقتصاد أو للبخل على الأصح ، فخفضنا من أكل اللحوم و الإكتفاء بلحم الدجاج ، و خففنا من شرب الشاي و القهوة و شراء الحلويات المغشوشة غالبا – و الذهاب للمطاعم محاولين تحويل غذائنا بشكل عام إلى النظام النباتي و لكن الفواكه و الخضار صارت أسعارها نارية …
و هكذا صرخنا: المعونة يا أولادنا – فإذا بهم مثلنا إلا واحدا طبيبا جراحا تحمل وحده مسؤولية مساعدة أسرته المتقاعدة بمبلغ شهري متواضع و لكنه منقذ ولو بالسترة. و الأن من يحل هذه المشكلة التي طالت إلى سبع سنوات ؟ … التجار بجميع أصنافهم و المنتجون حتى باعة الألبسة المستعملة رفعوا الأسعار بحجة إرتفاع سعر الدولار فتشكلت منهم طبقة إجتماعية صار معظم أعضائها من الأثرياء جدا في حين ظل الموظفون على رواتبهم القديمة مع بعض الإضافات المتواضعة التي جاءت بها الدولة و لكن الموظفين ظلوا من المحتاجين للمعونة من هنا و هناك و لكن أغلبهم ظلوا من المحتاجين الذين يعانون و الله وحده عليم بحالهم .
هنا ، أي الأن منذ مدة قريبة تدخلت الدولة بإصدار قرارات تخفيض الأسعار لم يلتزم بها التجار و ما زال الغلاء على حاله وحشا كاسرا بالنسبة لأغلب المواطنين و صديقا سخيا بالنسبة لطبقة واحدة أو اثنتين من الموظفين الشطار ماذا نصنع إذن للأسعار إذا الدولة إكتفت بإصدار القرار من دون ملاحقة المخالفين من التجار، تجار الجملة أو المفرق و الباعة كبارهم و الصغار و إجبارهم على التقيد بالقرار … قرار تخفيض الأسعار في الليل و النهار .. و يارب دبرها بالعقاب الجبار بين الجنة و النار … مافي غيرك يا ستار!…