الأسد يكافئ روسيا بمشاريع ضخمة في مجال الطاقة والاعمار
بحث وفد روسي حكومي واقتصادي الاثنين مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق مشاريع روسية كبيرة خصوصا في مجال الطاقة مع بدء مرحلة اعادة الاعمار في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ العام 2011. وتعد روسيا أحد أبرز حلفاء الحكومة السورية إلى جانب إيران، وقدمت لها دعما دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا. ولطالما كررت دمشق أنه لن يكون بمقدور أحد إلا حلفاؤها المشاركة في مرحلة إعادة الاعمار.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه جرى خلال اللقاء بحث التعاون الاقتصادي لا سيما في مجال الطاقة بما فيها “النفط والغاز والفوسفات والكهرباء والصناعات البتروكيماوية ومجال النقل والتجارة والصناعة”.
وترأس الوفد الروسي نائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين وضم مدراء عدد من أهم الشركات الروسية إلى جانب مسؤولين حكوميين.
ونقلت وكالة سانا عن الأسد قوله في ختام اللقاء “هناك عدد من الشركات الروسية التي بدأت تعمل”.
واعتبر أنه “بناء على هذا الواقع، أي وجود مشاريع، وفي نفس الوقت تحسن الوضع الأمني وبدء تحرك الاقتصاد السوري، كانت هذه الزيارة فرصة لدفع المشاريع الموجودة والقطاعات التي بدأنا بها وفي نفس الوقت التوسيع باتجاه قطاعات جديدة”. وقال الأسد “طرحت مشاريع هامة جدا للاستثمارات الروسية في سوريا خصوصا أننا الآن بدأنا في مرحلة اعادة الاعمار”.
ونقلت وسائل اعلام روسية عن روغوزين قوله “تريد السلطات السورية اليوم العمل مع روسيا. روسيا وحدها، لإعادة قدرات البلد في مجال الطاقة”. واعتبر أنه “لدى سوريا ثروات غير محدودة وللشركات الروسية الحق المعنوي في تطوير مشاريع اقتصادية ضخمة هنا”.
وكشف أن البلدين يريدان إنشاء شركة واحدة مهمتها الاستثمار في حقول الفوسفات، كما تريد روسيا “استخدام الموانئ السورية لتصدير القمح الروسي إلى سوريا والعراق والدول الأخرى المجاورة”.
ومنذ بدء النزاع، دافعت روسيا عن الحكومة السورية في المحافل الدولية ومنعت مشاريع عدة قرارات تدين دمشق في مجلس الأمن الدولي.
وتراهن دمشق على المشاريع الروسية لكسر العزلة الاقتصادية من جهة وتوسيع منافذها بما يتيح لها مصادر دخل في ظل أزمة اقتصادية خانقة بسبب الحرب التي استنزفت مواردها.
كما تشكل تلك المشاريع مكافأة للحليف الروسي الذي القى بثقله العسكري والسياسي لإنقاذ الاسد من السقوط في العام 2015.
وتقول فصال المعارضة ومصادر غربية أنه لولا التدخل الروسي لما كان للنظام السوري وجودا الآن.
وفي سبتمبر/أيلول العام 2015، بدأت روسيا تدخلا عسكريا دعما للعمليات العسكرية للجيش السوري. وكان لهذا التدخل دورا رئيسيا في استعادة الجيش السوري زمام المبادرة ميدانيا ومكنه من تحقيق عدة انتصارات. واستلمت روسيا خلال العام الحالي زمام المبادرة السياسية أيضا وتقود جهودا دبلوماسية لتسوية النزاع. وبنت تقاربا مع تركيا الداعمة للمعارضة السورية.
وأسفر النزاع في سوريا عن مقتل 340 ألف شخص ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، فضلا عن دمار هائل في مدن رئيسية وأضرار ضخمة في البنى التحتية.
وقدر البنك الدولي في يوليو/تموز كلفة الأضرار التي خلفتها الحرب بـ226 مليار دولار أي أربع مرات أكثر من الناتج المحلي الاجمالي لسوريا قبل الحرب.
ميدل ايست أونلاين