الجنرال يدلين: أمريكا لم تُنفّذ الهجوم الصاروخيّ ضدّ سوريّة والضربة جاءت في سياق الصراع الإستراتيجيّ المفتوح بين إيران وإسرائيل

تُواصل إسرائيل الرسميّة المحافظة على الصمت المطبق حيّال الهجوم العسكريّ الذي تعرضّت له قاعدة “التيفور” الجوية قرب حمص فجر اليوم، مع ذلك، بدأت المواقع العبريّة على الإنترنيت بالتلميح إلى أنّ الدولة العبريّة هي المسؤولة عن الضربة.

موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، ومن على شاشة التلفزيون الخّاص به، وفي بثٍ حيّ ومُباشرٍ استضاف عددًا من الخبراء والمُختّصين في تل أبيب بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة لمناقشة الحدث، وكان لافتًا للغاية الأقوال التي أدلى بها رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة سابقًا، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين للموقع العبريّ حيث شدّدّ أولاً على أنّه يجب على كلّ عاقلٍ أنْ يثق ويؤمن بالنفي الذي أصدرته وزارة الدفاع الأمريكيّة حول عدم قيام سلاح الجوّ الأمريكيّ بتنفيذ الهجوم الصاروخيّ.

وقال البنتاغون في بيانٍ رسميٍّ إنّه في الوقت الراهن، لا تنفذ وزارة الدفاع ضربات جوية في سوريّة، لكننا نواصل متابعة الوضع عن كثب وندعم الجهود الدبلوماسية الحالية لمحاسبة المسؤولين عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريّة. يُشار إلى أنّ القصف جاء بعد يوم من تحذير الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب من دفع ثمنٍ باهظٍ جراء تقارير، إعلامية تحدثت عن هجوم كيميائي على مدينة محاصرة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريّة. من جهتها امتنعت متحدثة في المكتب الإعلامي لجيش الاحتلال الإسرائيليّ عن التعليق على القصف الذي استهدف مطار التيفور العسكري السوريّ في ريف حمص.

وتابع يدلين، وهو مدير مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، تابع قائلاً في معرض ردّه على سؤالٍ إنّ العملية أتت في سياق الصراع الإسرائيليّ-الإيرانيّ الإستراتيجيّ المفتوح، الأمر الذي دفع المُحلّل للشؤون الأمنيّة من صحيفة (هآرتس)، أمير أورن، إلى التعقيب على هذه التصريحات بالقول للموقع إنّه على الرغم من أنّ الجنرال يدلين، لا يحمل اليوم أيّ صفةٍ رسميّةٍ في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، إلّا أنّ أقواله تُعتبر بمثابة اعترافٍ إسرائيليٍّ غيرُ رسميٍّ بتنفيذ الهجوم الصاروخيّ على قاعدة “التيفور” السوريّة.

علاوةً على ذلك، شدّدّ الجنرال يدلين في حديثه على أنّه إلى جانب الرسالة الإنسانيّة الإسرائيليّة ضدّ استخدام الأسلحة الكيميائيّة لنظام الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، على الدولة العبريّة أنْ تُوجّه رسائل ردعٍ إلى الأعداء، بأنّها لم ولن تسمح باستخدام الأسلحة غيرُ التقليديّة ضدّ كيان الاحتلال، زاعمًا أنّ الأسلحة السوريّة الكيميائيّة قد تُوجّه بالتعاون مع إيران إلى إسرائيل، مع أنّه أضاف أنّه بالرغم من امتلاك الدول العربيّة مثل سوريّة ومصر الأسلحة غير التقليديّة، فإنّهما لم تقُوما باستخدامه مطلقًا في حروبهما ضدّ الدولة العبريّة في الماضي، على حدّ تعبيره.

وأشار الجنرال يدلين أيضًا إلى أنّ الأمريكيين قد يقومون بضربةٍ جويّةٍ عسكريّةٍ ضدّ سوريّة خلال اليوم أوْ خلال اليوم المُقبل، لافتًا إلى أنّ إسرائيل يجب أنْ تُوجّه رسالةً حادّة كالموس لردع سوريّة من استخدام الأسلحة الكيميائيّة ضدّ الدولة العبريّة.

وأضاف أنّه لا ينبغي على إسرائيل أنْ تقوم بتوزيع الكمامات الواقيّة على السكّان، لأنّ الدولة القويّة، مثل إسرائيل، لن تتعرّض لهجومٍ كيميائيٍّ، لأنّ الطرف الآخر يعرف أنّه في حال لجوئه للسلاح الكيميائيّ، فإنّ الرد الإسرائيليّ سيكون مؤلمًا جدًا، على حدّ تعبيره.

أمّا مُحلّل الشؤون الخارجيّة في الموقع، أورن نهاري، فقد انتقد وبشدّةٍ الموقف الأمريكيّ ممّا يجري في سوريّة، وقال في هذا السياق إنّ واشنطن سمحت لكلٍّ من روسيا وإيران الانتصار في الحرب الأهليّة في سوريّة، وهذا الأمر سينعكس سلبًا على الأمن القوميّ للدولة العبريّة، لأنّ الإيرانيين، الذين لا يخفوا خططهم لمحو إسرائيل عن الخارطة، سيقتربون بعد النصر المؤكّد في سوريّة إلى الحدود مع إسرائيل، وهذا مدعاة للقلق لدى صنّاع القرار في تل أبيب، من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، على حدّ تعبيره.

من ناحيته، قال مُحلّل الشؤون العربيّة في الموقع، آفي إيسخاروف، إنّه من ناحية إسرائيل، القصف الصاروخيّ، أقّل خطرًا من استخدام سلاح الجوّ، لأنّ مَنْ قام بتنفيذ الهجوم، أضاف، لا يُريد التورّط في إسقاط الدفاعات الجويّة السوريّة لطائراته، في إشارةٍ واضحةٍ إلى قيام الدفاعات الجويّة السوريّة في العاشر من شهر شباط (فبراير) من العام الجاري بإسقاط مقاتلةٍ حربيّةٍ إسرائيليّةٍ من طراز إف16، عندما كانت تُنفّذ هجومًا داخل العمق السوريّ، ومنذ ذلك الحين، لم تقُم إسرائيل بتنفيذ اعتداءاتٍ ضدّ أهدافٍ في سوريّة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى