عصر الأنقاض
للقضاء على البؤس…لاتنتظر نهاية الحرب .
____________________________________
تعليقاً على قصف إسرائيل،كتب أحدهم:
الإسرائيلي ينزل إلى الملجأ، والسوري يصعد إلى السطح.
خوف الإسرائيلي، بل حذره هوالمقصود، وفضول السوري، بل وفرحه هو المقصود.
في الحالتين… كان ليلاً استثنائياً، ليل دمشق حين الصواريخ تتقاطع دروبها، ولمعان سقوطها على الارض، أودوي انفجارها في السماء.
منذ زمن بعيد لم ينزل الإسرائيليون إلى الملجأ. ومنذ زمن بعيد ظلت أمنيات السوريين بالرد على إسرائيل… تصعد إلى أسطحة دمشق ، مع الادعيات.
لسقوط الصواريخ، تحديداً في هضبة الجولان، آثار تبدأ من لحظة انفجار الصاروخ في موقع ما من الهضبة، حتى لو كان كومة قش. فالمستوطنون هناك لم يؤسسوا قواعد بقائهم في الجولان، كما هي الحال في الضفة الغربية والقدس، لأن بقاءهم مرهون، أولاً وأخيراً، بصفقة سلام مع سورية، ذات يوم، وبالتالي لا يريدون استعادة تجربة مؤلمة هي تفكيك المستوطنات في سيناء، وفي غزة. تجربة إطلاق صواريخ على إسرائيل، جديدة تماماً، وتنبىء بأيام خطرة قادمة، وأول من يجب أن يدرك خطورتها هو إسرائيل وقائدها إلى الحماقة نتنياهو.
إن أي تدحرج لكرة النار، في المرات القادمة، ربما يؤدي إلى لحظة الخطر الكبير، وهو استمرار اللعب بالنار وبالتالي اشتعال حقل المحاذير كلها كهشيم يابس في صيف لاهب.
إسرائيل لا تستطيع منع الوجود الإيراني في سورية ولا إيران تقتنع بهذا النوع من الابتزاز والتهديد. ولا سورية يناسبها اليوم خروج الإيرانيين (بالحجم الضروري) من قواعد تدعم البلد والنظام معاً. وهكذا تفتح الساحات على احتمالات تتبدل كل يوم، حسب ما يمكن تسميته الأهواء المشكوك بسلامتها للأمريكي والإسرائيلي.كأن المنطقة كلها ملعب واحد وضيق لأولمبياد متعدد الاستعمالات.
التصريحات المرافقة أو السابقة أو اللاحقة لكل لعبة… تجعل العالم خال تماماً من أية روح رياضية. وزير الدفاع الإسرائيلي يقول سنعيد لبنان 50 سنة إلى الوراء إن أطلقوا صواريخهم علينا.
وحزب الله سيعيد إسرائيل 20 سنة إلى الوراء.
بوتين يقول: سأجعل ترامب يفيق من نومه.
ترامب يقول: سيدمر إيران إذا واظبت على مشروعها النووي.
إيران تقول: سندمر تل أبيب وحيفا، إن ارتكبت إسرائيل أي حماقة.
هذه الفوضى… هذه الأنواع من فصاحة العضلات تؤشر إلى عصر يتكون من الأنقاض، كما كانت الحرب العالمية، في نهايتها عبارة عن مباراة لجعل الأنقاض مجرد مشروع هندسي لاحق لحضارة غريبة الأطوار، أبدعت في صنع الخراب .
إسرائيل ترتكب حماقة القوي بعضلات سواه.
وفي هذه الحال، لا توجد ضمانة لعدم سوء التقدير والعواقب. إن مدينة طهران وحدها بحجم إسرائيل، وتستطيع تحمل ما يسمى بضربات المطرقة الثقيلة لسلاحي الجو والصواريخ الإسرائيلية. ولكن إسرائيل لا تستطيع تحمل قصف يوم القيامة. الذي يعني ذلك النوع من الأذى الذي يصعب احتماله.وإذا ما توقفت الحرب، بع د عيارات من الجحيم لا يحتملها العالم، فلن يكون هناك مهرب من استحقاق “سلام الجهات الذي تصنعه حروب الجبهات”.
كل الوقت، وهو 70 سنة… تسعى إسرائيل لتغيير وضع المنطقة لمصلحتها، وما زالت تكابر. ومكابرتها ستجعل المنطقة تتغير،لاكما تريد اسرائيل، بل لتبديد إنجازها في سبعين سنة.