أزمنة مكررة
الحصار لا يفك عن البلدان… فقط تتغير أنواع البوابات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ يمكن التحدث عن العيد ، حتى العيد التالي، احتفالاً به وانتقاداً له. ولكنني أريد أن أتذكر تلك الأم الفلسطينية التي لم يبق عندها أحد من العائلة… فهم موزعون بين شهيد ومعتقل ومهاجر، ومفقود.
هذه السيدة ليست موضوعا لامتداح الكارثة، وليست أمثولة لما يجب على الإنسان أن يتحمل، وإنما هي التي اخترعت لنفسها طريقة في استقبال العيد والاحتفال به.
الأسبوع الأخير من رمضان تنشغل بالطبخ وصناعة الحلوى، وترتب في كرتونات الحصص الغذائية التي تم اختيارها حسب ذوق أبنائها الموزعين على تلك المصائر التي ذكرناها.
يوم العيد تذهب إلى المقبرة… تودع الحصص هناك. ثم تعود إلى البيت في انتظار الباقين على قيد الحياة. تفرش المائدة…وتنتظر !
2 ـ فوارق
تبنّت الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي الطفل السوري موسى (عمره سنتان)، يتيم الأبوين، أثناء زيارتها لمخيم للاجئين السوريين في تركيا. وهكذا يصبح موسى ابناً سابعاً للممثلة الهوليودية.
تعليقاً على مبادرة نجمة سينمائية تبنت طفلاً سورياً، صرحت المغنية أحلام: “أنا قلقة جداً من التربية التي سيتلقاها موسى بين أيدي، وأحضان غير مسلمة”.
السيدة أحلام ثمن فستانها مليون دولار، وأرخص خواتمها بنصف مليون دولار.
في العراق وحده 8 مليون أرملة عراقية… أي 65% من عدد نساء العراق.
3 ـ نساء
فظّعت إيزابيلا، قائدة طرد العرب من الأندلس، بالعرب واليهود. قتلت، وهجرت، واستعبدت جميع فئات البشر، عدا السكان الأصليين الذين كانت محنتهم، كسواهم، بعد 800 سنة اختلاط عربي أندلسي (هكذا يفترض) أنهم لم يعودوا سكاناً أصليين. فلقد دخل الإسلام، هلعاً أو طمعاً، أعداد وأجيال من البشر.
لست هنا بصدد هذا التاريخ. ولكن لفت انتباهي أن إيزابيلا، وهي تزيل آثار العرب من الأندلس، دمرت، على وجه الخصوص، 300 حماماً في قرطبة وحدها.
وحين ذكر المؤرخون سر عداوتها للحمامات تبين أن هذه الملكة العجيبة لم تستحم في حياتها كلها سوى… مرتين.
4 ـ تكرار
لم يترك القذافي، رئيس ليبيا السابق، شيئاً يرضي الأمريكان والغرب، إلا وقام بفعله، حتى بطريقة استعراضية. كإهداء نموذج للصواريخ التي دمرها، والأسلحة وأنواعها… حتى كدنا نظن أن القذافي لن يترك في يديه من الأسلحة سوى تلك التي تحميه شخصياً. بل بالغ في استرضاء الدول والحكام…
حتى أن ساركوزي رئيس فرنسا نجح بفلوس القذافي، ولم ترحم الطائرات الفرنسية بيت الصداقة الليبية الفرنسية.
ها هو كيم جونغ ـ الرئيس الكوري، بعد عقود خمسة من العداء لأمريكا، وإنتاج السلاح النووي… يسلم أسلحته.
أنا، شخصياً، استغرب وأتساءل : كيف سيكون الوضع بدون خوف من أسلحة كوريا؟ هل تكفي تجارة الجنسنغ لتهدئة العضلات الأمريكية؟
أم أن الرئيس الكوري الثقيل الوزن (130كغ) سيترشق هو ونظامه انسجاماً مع العصر الأمريكي؟
نعرف أن السلاح النووي للردع، و” ليس للاستخدام”. أما ما عداه، فيدخل في ميزان صريح للقوة العسكرية “القابلة للاستخدام”.
ما الذي ومن الذي يضمن عدم تغيير رأي ترامب، بعد فترة، كما حدث مع إيران؟
بالمناسبة دفع القذافي 2 مليار و800 مليون دولار تعويضات عن طائرة “بان أمريكان” التي انفجرت فوق لوكربي ، واتهمت ليبيا بها . والآن هناك إثارة شكوك جديرة بالاهتمام حول الفاعلين… وبأن الليبيين الذين اعترفوا ليسوا الفاعلين.
كذلك القذافي أنشأ جائزة لغسيل السمعة السيئة اسمها جائزة حقوق الإنسان تعطى سنوياً لشخصية مساهمة في حقوق الإنسان ومقدارها مليون دولار. ومع ذلك…وهم يقصفون ليبيا(زنقه زنقه) ، شارعا شارعا ، أنزلوا القذافي في المجارير بحثاٌ عن النجاة. وحين قبضوا عليه قتلوه ، بطريقة توحي بانها درس في بربرية الانتقام.