جنونيات

 ـ 1 ـ

بمناسبة الفاتح من سبتمبر الليبي ـ تاريخ ثورة العقيد معمر القذافي ـ حدث ذات أيلول/ سبتمبر أوائل الثمانينات ما يلي: أطلق القذافي حركة سماها “حركة الراهبات الثوريات”. وشرح في لقاء مع طالبات شهادة الثانوية العامة، ومعاهد المعلمات، ماذا تعني الحركة. “إنها مجموعة من الفتيات يكرسن أنفسهن للثورة، ويقمن بعملية تحريض دائمة.

وفي سبيل ذلك تتخلى الفتيات عن الشكل التقليدي لحياة المرأة المعاصرة، ليس في الوطن العربي فحسب، وإنما في العالم.

مثل هذه الحركة ستؤدي إلى استفزاز الرجال الخانعين في الوطن العربي، والحكام الهاربين المتقهقرين أمام العدو وحراس إسرائيل”.

وأضاف: “ليس شرطاً رفض الزواج بالمطلق. ولكن الراهبة الثورية تملك درجة من الصفاء والتحليل الذهني والنفسي ما يجعلها ترفض أن تتزوج “مهزوماً”. أما الفتيات خارج الحركة فهن أحرار في الزواج”.

الآن، بعد أن اختلطت الرهبنة بالعنوسة بالبغاء بالدماء بالخراب… أصبح المشهد أمامنا هو فضيحة الحكام عندما يبحثون عن شرعية ما ساذجة ولا تحمي أحداً من مصيره.

ـ 2 ـ

قال طه حسين ـ عميد الأدب العربي ـ عن جريدة الأهرام:

“إنها ديوان الحياة المعاصرة”. وقال عنها صحفي خفيف الدم:”من لم ينشر نعيه في الأهرام… كأنه لم يمت”.

لكن الأهرام عندما غاب عنها محمد حسنين هيكل تخففت من استقلاليتها، وزادت تبعيتها. فارتكبت أخطاء الواجب المهني عدداً لا يغتفر من المرات.

“عن جولة مفاوضات إسرائيلية فلسطينية، نشرت فيها صورة الرئيس مبارك ونتنياهو ومحمود عباس والرئيس أوباما، وكان موقع مبارك فيالصورة…الأخير. فتصدت الأهرام لهذا الخلل بالفوتوشوب فأصبح، في صورة اليوم التالي، الأول إلى جوار أوباما.

ـ 3 ـ

“شي هونج تي” هذا اسم الإمبراطور الذي أمر ببناء سور الصين. وأيضاً هو الذي أمر بإحراق كل الكتب، من كل الأنواع، السابقة على عصره  زمنياً. أي إبادة التاريخ والفنون والآداب والفلسفة.

السور كان لتحصين الإمبراطورية ضد البرابرة.

ولكن ما الهدف من تدمير الكتب؟

بما أن الكتابة عمل يساهم في تحصين الذاكرة، وتخليد كفاح الناس، وصنع حضارة الفن والحرفة والمهارات الإنسانية العليا… فهوـ الإمبراطور ـ يريد شعباً بذاكرة تبدأ من قصره وعمره.

هذا الإمبراطور، يُحكى، أنه قد نفى أمه لأنها كانت عبده، ما يعني أن القضاة والمشرعين وكتاب السيرة… لا بد أن يكونوا قد دونوا “هذا الإمبراطور عاق”.

ثمة أسباب تافهة أخرى لا نعرفها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى