الطاقة الدولية تحذر من تداعيات تراجع الإنتاج الإيراني
قالت وكالة الطاقة الدولية الخميس إن الإنتاج العالمي للنفط سجّل مستوى قياسيا عند 100 مليون برميل يوميا في آب/أغسطس لكن السوق قد تتعرض للضغط والأسعار قد ترتفع وسط تراجع الإمدادات من إيران وفنزويلا. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري الأخير “إننا ندخل فترة حساسة جدا لسوق النفط” وأضافت “الأوضاع تشهد ضغوطا“.
ويأتي الرقم القياسي فيما ارتفع إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى أعلى مستوياته في تسعة أشهر متجاوزا 32 مليون برميل يوميا .ووافقت المنظمة في فيينا في حزيران/يونيو على زيادة الإنتاج لوقف ارتفاع الأسعار. في الأشهر القليلة الماضية، تراوحت أسعار النفط بين 70 و80 دولارا لبرميل خام برنت في العقود الآجلة.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية فإن استئناف إنتاج النفط في ليبيا، وزيادة الإنتاج العراقي والإمدادات من نيجيريا والسعودية، ساهم حتى الآن في الحد من تأثير تراجع الإنتاج من فنزويلا وإيران اللتين تشهدان أزمات. لكن وسط غياب مؤشر على انحسار الأزمة في فنزويلا، واقتراب موعد دخول عقوبات أميركية جديدة على القطاع النفطي في إيران حيز التنفيذ في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، قد يتحتم على منتجين آخرين زيادة أكبر في الإنتاج إذا أرادوا حصر تأثير ذلك على الأسواق.
وقالت وكالة الطاقة الدولية “يتعين الانتظار لمعرفة ما إذا كان منتجون آخرون سيقررون زيادة إنتاجهم. وإن أسعار سعر برنت التي استقرت بين 70و80 دولار منذ نيسان/ابريل يمكن أن تتعرض للضغط”.
في أيار/مايو 2018 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015 وقال إن على دول أخرى أن تتوقف عن شراء النفط من طهران تحت طائلة مواجهة عقوبات أميركية. وقد فر مئات آلاف الفنزويليين من بلادهم منذ تفجر أزمة سياسية تسببت في تدهور الاقتصاد. وقالت الوكالة إن “الوضع في فنزويلا يمكن أن يتدهور بشكل أسرع وأعمال العنف قد تعود إلى ليبيا، وستكشف الأيام الـ53 قبل حلول الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر عن مزيد من القرارات التي ستتخذها الدول والشركات فيما يتعلق بشراء النفط الإيراني”.
العقوبات على إيران ترخي ظلالها
ذكر تقرير الوكالة أن إنتاج إيران العضو في أوبك، بلغ أدنى مستوياته منذ تموز/يوليو 2016 “فيما مزيد من المشترين ينأون بأنفسهم عن طهران قبيل عقوبات أميركية وشيكة”.
وقلّصت الصين والهند، وهما من كبار مستوردي النفط، كميات الشراء من طهران فيما يتوقع أن تقوم دول أخرى بخطوة مماثلة بين الفترة الحالية وتشرين الثاني/نوفمبر.
وأضافت الوكالة أنه “فيما تراجعت الصادرات الإيرانية بنحو 500 ألف برميل يوميا منذ أيار/مايو، ارتفعت الإمدادات من العراق والسعودية بمقدار 200 ألف و600 ألف برميل يوميا على التوالي”.
في فنزويلا أيضا، تراجع الإنتاج في آب/أغسطس إلى 1.24 مليون برميل يوميا وإذا استمر في تراجعه قد يصل إلى مليون برميل يوميا بنهاية 2018.
وقد نبهت منظمة أوبك، وفنزويلا عضو فيها، إلى أن إنتاج هذا البلد هو في أدنى مستوياته في ثلاثة عقود.
وحذرت الوكالة من أنه “إذا استمرت الصادرات الفنزويلية والإيرانية في التراجع، فإن الأسواق ستتعرض للضغط والأسعار يمكن أن ترتفع من دون أن ينجم عنها زيادة الإنتاج من مناطق أخرى”.
ميدل إيست أونلاين