نهاية عصر الهواتف الصغيرة الحجم.. رسالة هواتف آيفون الجديدة
أعلنت آبل عن ثلاثة هواتف آيفون هذا العام، كما فعلت العام الماضي، لكن كان لافتاً أن هذه الهواتف التي تحمل الأسماء آيفون إكس إس وإكس إس ماكس و iPhone X كلها هي بأحجام كبيرة وهي على التوالي 5.5 إنش و6.4 إنش و6.1 إنش.
عندما أطلقت شركة آبل لأول مرة على iPhone SE في عام 2016، كان ذلك رائعاً ليس فقط بالنسبة لحجمها الصغير بحجم 4 إنش، بل أيضا بطرحه بسعر أساسي قدره 400 دولار، كانت أسعار الهاتف معقولة بشكل ملحوظ وفقًا لمعايير شركة آبل، الأهم من ذلك كله، قاتلت الشركة ضد تيار الشاشات الكبيرة أكثر من أي وقت مضى.
ومع تجاهل الشركة إطلاق الإصدار الثاني من iPhone SE بل وسحب الإصدار الأول، أصبح من الواضح أن الشركة لم تعد تبيع هواتف آيفون بشاشات صغيرة.
لم تعد الهواتف الذكية الصغيرة موجودة فعليًا في السوق، الخيار الوحيد المتاح تم إصداره بداية العام الجاري من سوني Xperia XZ2 Compact، بينما لم تعمل الشركة اليابانية على إصدار أي هاتف مصغر منها خلال معرض برلين في الشهر الماضي لم توضح سوني من جانبها إن كانت ستستمر لوحدها في إنتاج الهواتف الذكية المصغرة والقيام بملء الفجوة التي تركتها منافساتها التي تتسابق على إصدار المزيد من الهواتف الكبيرة الحجم يقول آفي غرينغارت، المحلل في جلوبال داتا: “إنه أمر مخزٍ”. “هناك الكثير من الأشخاص الذين يفضلون الهواتف التي تكون أصغر حجمًا وتناسبها بسهولة أكبر بين يديهم”.
وليس فقط حملها بالأيدي، أكبر الهواتف تأخذ المزيد من المساحة في الجيوب، وتظهر بشكل بارز في الملابس، فيما لا تناسب الكثير من الأحجام الكبيرة النساء لأن جيوب ملابسهن أصغر، بينما تتطلب الهواتف الذكية كلتا اليدين للعمل. كما يمكن القول إنها تتطلب المزيد من الحيز الذهني؛ فكلما كبرت الشاشة، ازداد ما تفعله على الجهاز، وأصبح من السهل أن يصبح موضع حياتك اليومية.
هذا بالطبع السبب وراء هيمنة الهواتف الكبيرة، يمكنك بالتأكيد أن تستخدمها لمشاهدة مقاطع الفيديو والأفلام والمسلسلات والتصفح وكتابة المستندات والقيام بالكثير من الأمور الأخرى و أصبحت شاشات العرض الكبيرة مهمة بشكل متزايد أيضًا، حيث أصبحت الهواتف الذكية عالمية، في الأسواق النامية على وجه الخصوص، غالبًا ما يستبدل الهاتف جهاز الكمبيوتر الأساسي أو حتى جهاز التلفزيون، إنها البوابة الرئيسية، وأحيانًا النافذة الأساسية لاستكشاف ما يجري في العالم الخارجي.
تجارياً فإن الرفع من أحجام الشاشات سمح لشركة آبل والشركات المنافسة مثل سامسونج، وحتى عدد من الشركات الصينية بالرفع من أسعار هواتفهم الذكية وعرضها بأسعار عالية
يقول تونج نغوين، محلل الهواتف الجوالة لدى شركة Gartner: “عندما تتحدث عن الهواتف الأكبر، فإننا نقصد أيضاً هواتف بأسعار أعلى، فقط استنادًا إلى حقيقة تقول ان الهواتف الرائدة كبيرة الحجم هذه الأيام”. وأضاف: “أعتقد أنه لا يزال هناك بعض الاهتمام بالهواتف الصغيرة، خاصة من الأشخاص الذين لا يزالون يتوقون لأيام شيء بسيط، فهم يحاولون عدم التحقق من هواتفهم كل خمس ثوانٍ، لكن الاتجاه الساحق سيكون باتجاه أكبر”.
ستظل أجهزة iPhone SE الموجودة قادرة على الترقية إلى نظام التشغيل iOS 12، ولكن شراء واحدة جديدة سيتطلب رحلة إلى موقع Ebay أو متجر تتواجد فيه الهواتف المستخدمة ويبدو من تصريحات الخبراء والمراقبين أن آبل والشركات المصنعة عازمة على أن تفرض على المستخدمين والمستهلكين الترقية إلى الهواتف الكبيرة الحجم، وأنه مستقبلاً سيكون من الصعب الحصول على هاتف ذكي بشاشة صغيرة مجدداً.
.