فيلم دمشق حلب : (نهاية أحلام دريد لحام الكبيرة)!
والإشارة واضحة إلى أن الأحلام التي يقصدها تتعلق بالأدوار التي أداها ويؤديها في السينما والتلفزيون. والتي بدأها بواحدة من أجمل الشخصيات الكوميدية السورية والعربية. وهي شخصية غوار الطوشة !
وقد كتب الكثير عن الأدوار والشخصيات التي لعبها الفنان دريد لحام في مسيرته الطويلة.
وربما تكون تلك الكتابات قد أجمعت على أنه لم يستطع إطلاق شخصية جديدة تشغل جمهور السينما والتلفزيون كما شغلته شخصية غوار الطوشة . التي ابتكرها في الخطوات الأولى لمسيرة الدراما التلفزيونية السورية التي بدأت مع بدايات التلفزيون العربي السوري عام 1960 .
وبغض النظر عن هذا الموقف النقدي. فإن دريد لحام نفسه كان يهتم بأي فكرة سيناريو تأتيه لتقدمه من جديد بشخصية تليق به، وفعليا يمكن القول إن شخصية (عيسى عبد الله ) والتي تلعب دور البطولة في فيلم (دمشق حلب) للمخرج الكبير باسل الخطيب .حققت هذه الرغبة، وجعلته يطلق تصريحه الأخير.
ورغم أن الفيلم ، أثار اهتمام الوسط الثقافي والنقدي في عرضه الأول في سينما سيتي نهاية الأسبوع الماضي إلا أن أداء الشخصية الجديدة كان مثار اهتمام الحضور من الأصدقاء والفنانين والصحفيين بطريقة لافتة.
من يعرف أجواء العروض الفنية التي تنهال على هذا الفنان الكوميدي الكبير يمكن أن يقدر جديا كيف ستكون شخصية (عيسى عبد الله) .التي أداها في الفيلم السينمائي (دمشق حلب) نموذجا ساحرا من أدائه في أعمال كثيرة قاربت المائة !
عيسى عبد الله
توجت شخصية (عيسى عبد الله ) مسيرة الفن الكوميدي السوري من حيث كونها (الحلم) الذي كان يبحث عنه دريد لحام ، وهو يشرح لنا في كل مرة طبيعة فهمه للشخصيات الإشكالية التي أداها . ومن بينها شخصية (أبو الهنا) في مسلسل (أحلام أبو الهنا) التي قال ذات مرة إنها أقرب الشخصيات التي لعبها إلى قلبه .
وأن فيها الكثير من شخصيته العميقة. وهنا يمكن القول إن الشخصية الجيدة كانت الأقرب جدا إلى شخصية دريد لحام العميقة فأجاها بتألق كبير ..
يقدم الفنان دريد لحام شخصية (عيسى عبد الله) من خلال مجموع أداء مترابط لممثلي فيلم (دمشق حلب).
فيميزها بصدقية عالية تمكنت من الدخول إلى قلب من شاهد الفيلم. لكنها لم تشوش على أداء الممثلين الآخرين بل ساعدتهم على التميز في أدائهم وتحقيق نجاح مهم لفيلم ينتظره جمهور السينما السورية .
يروي الفيلم وقائع رحلة (عيسى عبد الله ) من دمشق إلى حلب. خلال الحرب السورية بهدف زيارة ابنته المتزوجة في حلب والتي فُقد زوجها بطريقة غير معروفة . وفي الطريق نتعرف على عوالم الشخصيات الأخرى التي تصادف وجودها في الحافلة (البولمان) مع وجود عيسى عبد الله وكيفية تعامل هذه الشخصيات مع بعضها البعض مع وقع الأحداث المتتالية التي رافقت الرحلة ..
يكشف (عيسى عبد الله) عن نموذج خاص للإنسان السوري يسمو مع الأحداث الصعبة إلى الدرجة التي تحوله إلى نمط يعبر عن جوهر هذا الانسان .
الفيلم بدا كأنه خصيصا لدريد لحام
و الفيلم الذي كتبه تليد الخطيب . بدا كأنه كتب خصيصا لدريد لحام أو أنه نص ارتداه دريد لحام بتفوق. و على ذلك سيحقق عند عرضه جماهريا نجاحا جديدا. قادرا على إعادة الحيوية للسينما السورية خاصة أنه لم ينقل حكايات الحرب ووحشيتها ليجذب المشاهد إليه. بل بحث عن الاحساس الانساني السوري فيها..
باسل الخطيب عندتقديم الفيلم
من المهم بمكان لنا أن ننقل ماقاله المخرج الخطيب في تقديم الفيلم :
كان هذا الفيلم من أسهل ما أنجزته من أفلام مع المؤسسة العامة للسينما لثلاثة أسباب .. أولها وجود فريق عمل مميز .
الثاني الأجواء الإيجابية التي سادت خلال العمل .
وآخرها وأهمها هو وجود الفنان الكبير دريد لحام في هذا الفيلم والذي اعتبره إضافة مهمة لمسيرتي المهنية.