وقف النار في غزة «يطيح» ليبرمان
أكدت الاستقالة المفاجئة لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وارتداداتها المتوقعة بسقوط حكومة بنيامين نتانياهو وتقديم موعد الانتخابات العامة، المزاج الغاضب من الحكومة في إسرائيل عموماً والبلدات الجنوبية تحديداً، بذريعة أن الجولة الأخيرة من تبادل القصف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وموافقة الدولة العبرية على وقف النار تُسجَّلان إنجازاً لمصلحة الفصائل وعلى رأسها حركة «حماس»، وأن إسرائيل «خرجت ضعيفة خانعة». وفي غزة، لقيت استقالة ليبرمان ترحيباً في الشارع ولدى الفصائل، إذ اعتبرت «انتصاراً سياسياً لغزة التي نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال».
وبينما اتهمت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإفشال دور مجلس الأمن عبر عرقلة توصله ليل الثلثاء – الأربعاء إلى قرار حول القصف الإسرائيلي على غزة، علمت «الحياة» أن الفصائل والهيئات والقوى والشخصيات الفلسطينية، وفي مقدمها «حماس»، غاضبة جداً من بيان للخارجية الفرنسية «منحاز لإسرائيل» كونه دان إطلاق الصواريخ من غزة، ولم يُشر، إلى ضحايا «العدوان والإرهاب».
ولم يعلن ليبرمان هل سيسحب حزبه «إسرائيل بيتنا» من الائتلاف الحكومي وينتقل الى صفوف المعارضة. وفي حال فعل فإن الائتلاف الحكومي سيكون ضيقاً جداً (مع 61 نائباً في مقابل 59 نائباً في المعارضة).
ورجح معلّقون أن يسرّع انسحاب الحزب من الحكومة سقوطها برغم أن نتانياهو ليس معنياً بتقديم موعد الانتخابات، على الأقل الآن، على وقع ما حصل في غزة والانتقادات الواسعة من معسكري اليمين والوسط لأن الحكومة «فشلت في توفير الأمن» لسكان جنوب إسرائيل وأعلن الناطق باسم نتانياهو أن الأخير سيتولى منصب وزير الدفاع، وقد يبقى له حتى موعد الانتخابات، مضيفاً أن «لا حاجة للذهاب إلى انتخابات في مثل هذه الفترة الأمنية الحساسة».
ورجّح معلّقون أن يكلف نتانياهو لهذا المنصب نائب رئيس الأركان السابق الوزير من حزب «كلنا» يوآف غالنت، لكنه يخشى رد فعل عنيفاً داخل حزبه «ليكود» باعتبار المنصب ثاني أهم منصب في الحكومة ويجدر أن يكون في يد الحزب. في المقابل أعلن نواب في حزب المستوطنين «البيت اليهودي» أنهم قد يشترطون لبقائه في الائتلاف الحكومي تسليم زعيمه المتطرف نفتالي بينيت حقيبة الدفاع.
وليبرمان الذي انحسر نفوذ حزبه إلى أدنى مستوى في الانتخابات الأخيرة، سيحاول استخدام معارضته وقف النار مع «حماس» وفتح المعابر الحدودية وتحويل الأموال من قطر إلى غزة، رافعةً لاستعادة شعبية حزبه، وسط تشكيك في نجاحه بهذه المهمة بعد فشله في منصبه وزيراً للدفاع.
ولم يتأخر الحزب المعارض «المعسكر الصهيوني» عن الانضمام إلى منتقدي الحكومة لـ»عجزها في مواجهة حماس وافتقاد إسرائيل قوتها الرادعة». ودعوا إلى استقالة نتانياهو «المسؤول الأول عن الفشل في ضمان الأمن لسكان جنوب إسرائيل».
صحيفة الحياة