الحاخام الذي التقى ويلتقي جميع زعماء الخليج
يبدو أنّ مملكة البحرين الماضية بخطى حثيثةٍ نحو التطبيع مع إسرائيل بشكلٍ علنيٍّ، ولكنّها لا تفعل ذلك لوحدها، فبحسب تصريحاتٍ أدلى بها الحاخام الأمريكيّ، مارك شناير، اليوم لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، فإنّ جميع دول الخليج، بدون استثناء، تتسابَق فيما بينها للتطبيع مع كيان الاحتلال. ومن الأهميّة بمكانٍ الإشارة إلى أنّ شناير التقى مع جميع ملوك وأمراء الدول الخليجيّة في عقر دارهم. وكان لافتًا أنّ الصحيفة اختارت نشر صورةً للحاخام الأمريكيّ مع وزير الخارجيّة السعوديّ، عادل الجبير، الذي تربطه به علاقةٍ منذ أنْ كان الجبير سفيرًا للرياض في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.
وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّ الحاخام شناير يرأس صندوق التفاهم بين الديانتين الإسلاميّة واليهوديّة، ويُعرَف أيضًا بأنّه حاخام الشخصيات المشهورة بأمريكا، وهو يُقيم علاقاتٍ واسعةٍ جدًا مع دول الخليج الـ”فارسيّ” (!)، وقال الحاخام للصحيفة إنّه بعد زيارته الأخيرة إلى الخليج تبينّ له أنّ هناك ثورة في تطوّر العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً إنّ الدول الست في الخليج تتنافس فيما بينها مَنْ ستكون الأولى التي ستُخرِج إلى العلن وعلى الملأ علاقاتها مع الدولة العبريّة، وتُباشِر بإقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع تل أبيب، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه يؤمن إيمانًا مُطلقًا أننّا قريبًا جدًا سنشهد إقامة علاقاتٍ رسميّةٍ بين البحرين وإسرائيل، وبعد ذلك ستقوم جميع دول الخليج بحذو حذو البحرين، بحسب قوله.
ولفتت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها إلى أنّه في السنوات الـ15 الماضية قام الحاخام شناير بزياراتٍ عديدةٍ ومُتكرّرّةٍ إلى قصور الملكيّة في كلٍّ من العربيّة السعوديّة، البحرين، عُمان، قطر ودولة اتحاد الإمارات العربيّة المُتحدّة، وتابع قائلاً أنّ التهديد الإيرانيّ هو الذي أدّى إلى تغيير النظرة الخليجيّة لإسرائيل، إذْ أنّ إسرائيل، ودول الخليج تتشاركان في التهديد الوجوديّ الذي تُشكّله عليهم الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، طبقًا لتعبيره.
وتطرّق الحاخام أيضًا إلى الجانب الاقتصاديّ وقال إنّه خلال اللقاءات العديدة التي يُقيمها مع المسؤولين الخليجيين أكّدوا له أنّ المال الخليجيّ وصناعة الهايتك (صناعة الحواسيب المُتطورّة) الإسرائيليّة من شأنهما أنْ يُحوّلا المنطقة إلى المكان الأكثر نجاحًا في العالم، كما أكّد.
علاوة على ذلك، شدّدّ الحاخام الأمريكيّ على أنّه في الماضي كانت دول الخليج تضع شرطًا لحلّ القضيّة الفلسطينيّة لإقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع إسرائيل، أمّا اليوم فإنّ جميع دول مجلس التعاون الخليجيّ، أضاف، تكتفي بأنّ تبدأ المُفاوضات بين الطرفين فقط، بحسب تعبيره، وفي الختام عبّر عن إيمانه أنّه بحلول العام القادِم ستكون جميع الدول الخليجيّة على علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، كان شناير قد زعم أنّه عمل مع الملك البحرينيّ من أجل تصنيف حزب الله كجماعةٍ إرهابيّةٍ بشكلٍ رسميٍّ على قائمة مجلس التعاون الخليجي، وهو ما تحقق لاحقًا، وتحديدًا في شهر آذار (مارس) من العام 2016.
يُشار إلى في السابع عشر من شهر أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، قال ملك البحرين، حمد بن عيس آل خليفة، الذي شارك في احتفالٍ في مركزٍ يهوديٍّ لإحياء ذكرى الهولوكوست (المحرقة) في لوس أنجلوس، قال إنّه يشجب مقاطعة الدول العربيّة لإسرائيل، وإنّه سيسمح لمواطني البحرين بزيارة الدولة العبريّة قريبًا.
ووفقًا لصحيفة (THE JERUSALEM POST) الإسرائيليّة فإنّ الملك شجب المقاطعة العربيّة ضدّ إسرائيل قائلاً إنّه يُسمَح لمواطني البحرين بزيارة إسرائيل. وقال ملك البحرين، التي لا تربطها علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع إسرائيل، هذه الأقوال للحاخام أبراهام كوبر، رئيس مركز “سيمون فيزنتال” في لوس أنجلوس في احتفال بين الأديان وقّعت فيه تصريحات تشجب الكراهية والعنف الدينيّ.
ولفت موقع (المصدر) الإسرائيليّ، إلى أنّ أقوال ملك البحرين وردت بعد أكثر من أسبوعٍ على تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو، الذي أكّد علنًا على أنّ العلاقة مع الدول العربيّة أفضل من أيّ وقتٍ مضى في تاريخ إسرائيل، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ هناك علاقات سريّة بين إسرائيل والكثير من الدول الإسلاميّة، على حدّ تعبيره.
وفي هذه العُجالة يتحتّم التوقّف عند كلمة وزير الخارجيّة السعوديّ، عادل الجبير، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أعطى، دفعًا قويًا لكلّ القراءات المتوقعّة مرحلةً جديدةً من العلاقات السعوديّة الإسرائيليّة، حيثُ قال إنّ بلاده لا ترى مبررًا لاستمرار النزاع العربيّ-الإسرائيليّ، بحسب قوله.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية