زوجة يوسف إدريس تتحدث عن تفاصيل حياة الروائي الشهير

في منطقة العجوزة جنوب العاصمة المصرية القاهرة يقع منزل الأديب والروائي المصري الراحل يوسف إدريس صاحب روايات “الحرام” و”أرخص الليالي” و”العيب” و”قاع المدينة” و”بيت من لحم“. في ذلك المنزل الذي يضم مكتبته وكتبه ومتعلقاته الشخصية تقيم زوجته السيدة رجاء الرفاعي التي تقول إنها تعيش وتتنفس على ذكريات زوجها الراحل، وفي هذا المنزل التقتها “العربية.نت” حيث كشفت تفاصيل كثيرة عن الأديب الراحل، ومواقفه وعلاقاته وأقرب أصدقائه.

وتقول إن علاقتها بيوسف إدريس بدأت عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، حيث كانت في زيارة لشقيقتها الكبرى، وكان الأديب الراحل جاراً لها ولزوجها، وفور أن التقيا مصادفة، بدأ بينهما الحبّ، وخلال 15 يوماً فقط من هذا اللقاء، تم الزواج هكذا ودون مقدمات، فقط عبر لها عن حبه، ثم طلب يدها من أسرتها وتم الزفاف، مضيفة أنه جذبها بوسامته وشخصيته المميزة. وتضيف أن إدريس كان أديبا معروفا وقتها، لكنها لم تكن قد قرأت له أي روايات قبل تعارفهما، مؤكدة أنها تعلمت كيفية التعامل مع أديب كبير مثله.

وتكشف زوجة إدريس أنها لم تكن قد أكملت تعليمها عندما تزوجته ولذلك فور زواجهما واصلت دراستها الثانوية، ثم التحقت بالجامعة ودرست النقد خصيصا، لتقترب أكثر من فكره وتشاركه عشقه للكتابة والأدب، مضيفة أن الأديب الراحل كان يقرأ لها قصصه ورواياته قبل نشرها، ويطلب رأيها بصراحة ويتقبل نقدها بكل أدب واحترام.

وحول طقوس الأديب الراحل في الكتابة، تقول زوجة يوسف إدريس إنه كان يفضل الكتابة ليلاً، وفي حالة اضطراره للكتابة في النهار، فكان يفُضل أن يكون ذلك في أضواء خافتة، كما كان محبا لمنزله وعائلته بشكل كبير، وكان لا يمارس الكتابة إلا في منزله وفي وجودها مبررة ذلك بأنه كان يفتقد العائلة في طفولته، فلم يعش مع عائلته كثيرا لظروف دراسته، ولذلك عندما أصبح أبا كان يحب أن يعوض أبناءه عما افتقده في طفولته.

تضيف أنه بالرغم من أن زوجها كان روائيا وأديبا شهيرا لكنه لم يكن يفضل القراءة في الأدب، بل كان يحب القراءة في مجالات الكيمياء والفيزياء والعلوم المختلفة بأكثر من لغة.

كانت للمرأة مكانة هامة في أدب يوسف إدريس، وهنا تقول زوجته إنه في الفترة والحقبة الزمنية التي كان يكتب فيها، كانت المرأة تتعرض للظلم، وتعاني من الإهمال وعدم حصولها على حقوقها ودافع عنها إدريس في كتاباته ورواياته. وتضيف أنها كانت تعشق أعمال زوجها خاصة قصة تسمى “لعبة البيت” ومن شدة عشقها لهذه القصة أطلقت اسم بطلها على ابنها كما تعشق رواية” النداهة” بشكل خاص، وهي التي تحولت لفيلم سينمائي قامت ببطولته الفنانة ماجد والفنان شكري سرحان.

لم يكن الأديب الراحل كما تقول زوجته راضيا عن الأفلام السينمائية التي جسدت رواياته، عدا فيلم “الحرام” الذي كان مفضلا بالنسبة له وجسد الرواية بشكل جيد حيث أبرزت فكر يوسف إدريس.

وعن علاقة يوسف إدريس بأبنائه تقول زوجته إنه كان والدا ديمقراطيا وحنونا وكان يترك الحرية لأولاده في اختياراتهم سواء على مستوى تعليمهم ونوع دراستهم وزاوجهم وميولهم وكانت ابنته نسمة تكتب القصص والروايات، منذ أن كان عمرها 12 عاما ولم تكن تكتب اسم والدها حتى لا ينسبوا العمل له، وحصلت على جائزة كبيرة لتفوقها في هذا المجال.

علاقة يوسف إدريس بالزعماء والمشاهير كانت جيدة وزاره الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في منزله في الساحل الشمالي، وكانت زيارة طويلة، وتقول الزوجة إن إدريس كان على علاقة طيبة بمعظم السياسيين رغم اختلافه في بعض الآراء معهم، إلا أنه كان على علاقة طيبة بالجميع، مضيفة أن علاقته بالفنانين كانت جيدة أيضا، وكان الفنان عادل إمام من أقرب الناس إليه مؤكدة أن زعيم الكوميديا ما زال يتواصل مع الأسرة ويسأل عن أفرادها، ويطمئن على أحوالنا، فقد كان من الأصدقاء المقربين جداً من يوسف إدريس.

روايات كثيرة لاحقت الأديب الكبير حول علاقاته بفنانات ومطربات، ومنهم مطربة شهيرة، وتقول زوجته إن كل هذه شائعات، كان يتجاهلها إدريس وتتجاهلها الأسرة، ولا يتم الالتفات لها أو الرد عليها. وعن سبب تركه لصحيفته “الأهرام” تقول رجاء الرفاعي إن يوسف إدريس ظل يكتب في “الأهرام” حتى وفاته، وكانت علاقته بالكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل قوية، لكنه اختلف مع الكاتب الراحل إبراهيم نافع لأنه لم يقبل أن يغير كلمة من إحدى مقالاته أو يحذف منها وهو ما كان سبب الخلاف فقط.

جائزة نوبل كانت نقطة مهمة في حياة يوسف إدريس فقد ترشح لها 3 مرات، وفي كل مرة ترسل إدارة الجائزة مندوبين له، ليتحدثوا معه ويجرون معه حوارات حول أعماله ورواياته، وأبلغوه أنه سيحصل على الجائزة، وهو ما لم يحدث بل فوجئ بحصول الأديب الراحل نجيب محفوظ عليها وقال رغم حزنه إن محفوظ يستحقها.

وتضيف الزوجة أن يوسف إدريس شعر بالضيق لعدم فوزه بجائزة نوبل لكنه كان يرى أن السر في ذلك هو السياسة، وقيام القائمين على إدارة الجائزة بتسييسها، وإبعاده عنها لأسباب سياسية بحتة.

عقب وفاة زوجها في عام 1991 اتجهت زوجة يوسف إدريس لشغل وقت فراغها والتخلص من حالتها النفسية السيئة التي تعرضت لها عقب رحيله بصناعة الحلى من الفضة، وتقول إن من يعيش لسنوات طويلة مع أديب كبير مثل يوسف إدريس لا بد أن يصبح فنانا وأديبا وشاعرا ومحبا للحياة.

العربية.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى