أيمن زيدان وعباس النوري: ملامسة الذاكرة والتاريخ بطريقتين !
خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
يمكن متابعة الضجة التي أثيرت حول وجهة نظر الفنان الكبير عباس النوري بتأن، ودون رد فعل، فهي ربما تكون عادية لو لم تكن السنوات الأخيرة قد شهدت موجة استهداف كبيرة لكل شيء يتعلق بتاريخ المنطقة الذي هو تاريخنا .
ويبدو أن التعامل مع المرحلة القادمة التي يمكن تسميتها (مابعد الحرب) تختلف من كاتب لكاتب، أو من فنان لفنان ، أو من سياسي إلى سياسي، لكنها ينبغي أن لاتفاجئ السوريين بوجود تناقضات حدية في وجهات النظر .
ففي الوقت نفسه يظهر فنانان سوريان كبيران الأول عباس النوري الذي أطلق وجهة نظره تلك، والثاني أيمن زيدان الذي يبحث عن وسيلة ما لجسر الهوة الكبيرة بين تفكير جيلين في منطقة واحدة .
يقول أيمن زيدان عن البرنامج الجديد الذي يشتغل عليه في قناة (لنا) ” هي تجربة وجدانية أكثر منها إعلامية. هناك مسألة تؤرقني لها علاقة بمبارح لها علاقة بالذاكرة. بجيل كامل لازم نتعلم من خبراته (..) مافينا نعمل اليوم حلو ولا بكرة أحلى إذا ما كنا متعلمين من مبارح. هذا الجيل ( يقصد الذي سيستضاف) له علاقة بذاكرة المكان. كيف كانت الناس تتواصل . كيف كانت تحب . قبل وسائل التواصل الاجتماعي. كيف كانت تعبر عن مشاعرها. الأفراح الزواج . حكايا الناس اللي سبقوا”
وأوضح الفنان زيدان إنه يلتقي ويتحاور في برنامجه مع جيل ضيوفه 70 سنة فما فوق. ودعا إلى ردم الفجوة بين الجيلين” لأن فيه قطيعة بين الزمن وبين الأجيال وبين التاريخ” !
وكان الفنان عباس النوري من جانبه، ومن خلال برنامج إذاعي على محطة المدينة إف إم قد وصف صلاح الدين الأيوبي بأنه “كذبة” مما أثار ردود فعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. واستهجن النوري كما نقلت عنه وكالات الأنباء وجود تمثال كبير لصلاح الدين الأيوبي بوسط دمشق لأن ما يعرف عن تحرير صلاح الدين للقدس غير صحيح، وأنه تم بشروط صليبية بدون معارك”
هذا يعني أن هناك مواجهات حادة فعلا بالأفكار بين الأجيال وبين أطراف المجتمع بشكل عام، لكن أليس من الأجدى أن نجيب على سؤال : قال غورو عند دخل دمشق بعد ميسلون: هاقد عدنا ياصلاح الدين ؟!
لم لم يكن ذلك حصل، لما كان يعني تمثال صلاح الدين قرب قلعة دمشق شيئا في سياق البحث عن مصير وطن !