مثلث الحب في العلاقة الزوجية
مثلث الحب في العلاقة الزوجية! تمر العلاقة الزوجية أحياناً ببعض الفتور في الحب والمشاعر، وعدم الرضا من أحد الطرفين عن شريكه، أو عدم رضاهما عن أمر معين في العلاقة، لذا يجب على أي زوجين معرفة الأخطاء التي يقعون فيها وتزعج «شريك الحياة»، وكيفية تصحيحها، ليعيشا معاً حياة زوجية سعيدة خالية من المشكلات.
هذا ما أوضحه لـ «سيدتي نت» الدكتور محمد عاشور، المستشار التربوي وخبير التنمية البشرية، الذي تحدث عن الحب وعناصره وأنواعه، وكيفية الحفاظ عليه، وطرق تصحيح الأخطاء في العلاقات الزوجية.
مثلث الحب:
يقول الدكتور عاشور: من المهم أن يعرف الزوجان أن للحب ثلاثة عناصر أساسية، وضع أسسها وأعمدتها البروفيسور روبرت جيفري ستينبرج، عالم النفس الأمريكي، وهي: الشغف، والألفة، والاحترام، وهذه العناصر الثلاثة تشكل رؤوس مثلث الحب، وتعني بالتفصيل:
– الشغف: مشاعر من صميم القلب، مثل اشتياق الزوج لزوجته، واشتياق الزوجة لزوجها، فعندما يغيب أحدهما لسبب ما، يشعر الآخر بالنقص والرغبة في رؤيته.
– الألفة: وتشمل مشاركة الحديث، والحوار، ومتابعة بعض البرامج التلفزيونية معاً، وأداء بعض الأمور المشتركة حتى في أعمال المنزل.
– الالتزام: أي الانضباط، والشعور بالمسؤولية، ووجود القوانين والإجراءات الرسمية بين الحبيبين «الخطبة، وكتب الكتاب، والزواج»، إضافة إلى الإنفاق على المنزل بالجهد والمال والعاطفة والعلم.
مسميات الحب بوجود أحد العناصر دون الآخرَيْن
على الزوجين أن يعرفا أنه باجتماع العناصر الثلاثة يكتمل مثلث الحب، ويسمَّى الحب حباً كاملاً، أما إذا وُجِدَ عنصر دون العنصرين الآخرين، فإن المسمَّى يختلف:
الهيام: في حالة وجود «الشغف» لوحده.
الحب الفارغ: إذا حضر الالتزام، ولم تكن هناك ألفة ولا شغف. ويكون الحب فارغاً، لأنه يفتقد إلى المضمون.
الميل في الحب: في حالة وجود الألفة فقط، وانسجام الثنائي مع بعضهما.
أضلاع مثلث الحب: أضلاع المثلث، هي الخطوط الواصلة بين كل رأسين «كل عنصرين من عناصر مثلث الحب الثلاثة»، وكل ضلع يكون معادلة بحد ذاته:
معادلة الحب الأحمق
«الالتزام + الشغف = حباً أحمقَ»: ويكون عند اجتماع التزام الزوجين. وتحملهما المسؤولية، مع وجود انضباط لدى كل طرف تجاه الآخر. وحصول الاشتياق «الشغف» عند غياب أحدهما. لكن مع عدم وجود ألفة في علاقتهما. مثل عدم وجود أي قضية مشتركة، أو مشاركة لتحقيق هدف معين.
معادلة الحب الرومانسي
«الشغف + الألفة = حباً رومانسياً»: ويكون عند وجود شغف وحميمية وتبادل للحب والألفة والرؤية المشتركة. لكن دون التزامٍ، أو انضباط، أو قوانين عادلة. هذا الحب غير مشروع في الدين الإسلامي، إذ لا يربطه عقد زواج، أو أي التزامات أخرى.
معادلة حب الرفاق
«الألفة + الالتزام = حب الرفاق»: أو حب الصداقات. وحب الرفاق ينطبق عليه وجود عنصرين من المثلث، هما الألفة والالتزام كحال الأصدقاء بين بعضهم، إذ يشتركون في برامج معينة، وأفكار متعددة، وبينهما عقد زواج، والتزام، لكن لا يوجد بينهما شغف ولا عناق ولا اشتياق.
تطوير الحب
على الزوجين المتفاهمين اللجوء إلى تدريب تطوير الحب، وقد وجدت عديد من الأسر فرقاً واضحاً، بل وممتازاً باللجوء إليه، وفيه يتفق الزوجان بكامل إرادتهما في حال شعورهما باختلال مثلث الحب لديهما على حضور دورات مشتركة لتطوير العلاقة الزوجية، ويتم فيها تقييم العلاقة من خلال نموذج، يقوم الزوجان بتعبئته، كلٌّ على حدة وبعيداً عن الآخر، ويتم بعد ذلك الخروج بمتوسط رضا الزوجين عن بعضهما بكل شفافية وصراحة، مع اعتماد الحوار لإيجاد طرق لتطوير علاقتهما، والاتفاق بينهما. وسيلاحظ الشريكان الفرق في الأيام الأولى من التطبيق، وبعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع سيلمسان تغييراً واضحاً.