العرض الأول

 

ان حضور باليه (كسارة البندق )خلال فترة الأعياد ورأس السنة الميلادية ، تعتبر طقسا احتفاليا على كل من يأتي إلى بلاد الفرنجة ان يقوم به إذا أحب كدلالة على وعي ثقافي وانفتاح على ثقافة وفن البلد الجديد.

بعد حوالي ثلاث سنوات قررت انه حان الوقت لحضور هذا الحدث الجلل ! طبعا كل شيء هنا على الإنترنت من البحث ، إلى الحجز ، إلى البطاقات ..

وبعد بحث مضن عن ما يناسبنا بالمكان والسعر والوقت وجدت عرضا قريبا مناسبا إلى حد ما ويبدو جيدا.

قطعت البطاقات قبل ثلاثة أسابيع للعائلة كلها وأخبرتهم ان يجهزوا أنفسهم لهذا الحدث المهم ، وان يتفرغوا في هذا اليوم والوقت لأننا وأخيرا .. سنحضر مسرحية احتفالية فرنجية .

جاء اليوم الموعود ، وكان الحماس في أشده والاستعداد في أوجّه. ذهبنا كعائلة محترمة إلى المسرح .. كان الانطباع الأول موفقا ً..كل شيء يثير الاهتمام والشعور بالانبهار . جلسنا في مقاعدنا بترقب وفرح ننتظر بدء العرض . فُتح الستار وبدأت الموسيقى تصدح في المكان وبدأ العرض  !!!

بدأت المسرحية براقصات الباليه الجميلات الرشيقات … موسيقى راقية .. اضاءة جميلة .. رقصات ساحرة .. ونظرات السعادة تشع من محيانا.

بعد حوالي ربع ساعة  بدأ ابني الصغير النظر حواليه  ثم النظر إلي وهو يسأل : متى سينتهي العرض !! نظرت اليه باستغراب .. ( الم يعجبك العرض ؟! ) فقال : مليت ..!! طمأنته ان ينتظر وسيكون عرضا خلابا .. ولن يطول ، وهو في الحقيقة ما زل في البداية ..

عدت الى نفسي والى وضعية الاستمتاع وإذ بي أتفاجأ بابنتي الوسطى تفتح كتيب الحفل وتحاول القراءة والتنقيب بين الوريقات رغم الظلام الشديد .. أومأت لها بحركة من رأسي أن تغلق الكتيب وتتابع العرض . أنا فخورة بأنها بدأت تحب القراءة ولكن ليس الآن ….!!

أما ابنتي الكبرى فكانت مستمتعة بالعرض إلى ان شاءت الأقدار ان تشاهد عبر حركة راقصة عن قرب وجه بطلة العرض ليثير عندها فضولا كبيرا وتبدأ بتساؤلاتها : هل هذه البطلة ؟!؟! لماذا لا تقوم بتزبيط وجهها وتصحيح اعوجاج أسنانها !! لماذا ليست جميلة ؟!؟ تحتاج الى الكثير من عمليات التجميل ؟!؟

ليلتفت ابني إلي بعد أن أخذ غفوته الثانية ليسألني : مطولين ؟!؟! وأطمئنه : ليس كثيرا .. ليصبح اتجاه الرؤوس كلها الى المسرح واتجاه رأسه علي !!!!   قضيت الحفل وأنا احاول دمجهم في باليه كسارة البندق ..وانكز ابنتي الوسطى لتترك كتيب الحفل وتنتبه على العرض !! وابنتي الكبرى ان تترك الراقصة بحالها وتنتبه على العرض، وانا أضحك في سري على اختلاف الثقافات والاهتمامات ، واكتب هذا المقال في عقلي ليبقى ذكرى لنا كأول عرض في بلاد الفرنجة !!!

اذ انه دوما للتجربة الأول طعم مختلف .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى