تل أبيب تكشِف خفايا علاقاتها بالدول الخليجيّة

 

في توقيتٍ لافتٍ للغاية، عشية الانتخابات العامّة في كيان الاحتلال، وقُبيل اجتماع وزاريٍّ دوليٍّ بتنظيم مشترك مع بولندا، يُعقد بوارسو في 13 و14 (شباط) فبراير المقبل، حيثُ قال وزير الخارجيّة الأمريكيّة إنّ الاجتماع سيتمحور حول الاستقرار في الشرق الأوسط، ومسائل السلام والحرية والأمن في هذه المنطقة، وسيتناول أيضًا مسألة التأكّد من أنّ إيران ليس لها أي تأثير مزعزع للاستقرار، واتضحّ أنّ أجندة الاجتماع تربط العلاقة بين الاستقرار في الشرق الأوسط ودور إيران، ولعلّ هذا ما استشعرته إيران، فاعتبرت الاجتماع بمثابة خطوةٍ عدائيّةٍ تجاهها، في هذا التوقيت، بدأ المُراسِل السياسيّ في القناة الـ13 بالتلفزيون الإسرائيليّ، باراك رافيد، مساء أمس الأحد، ببثّ سلسلةٍ من التقارير حول العلاقات السريّة بين إسرائيل ودول الخليج، جاءت تحت عنوان: “أسرار الخليج”.

وكشف رافيد النقاب، نقلاً عن مسؤولين كبار في تل أبيب، كشف النقاب عن أنّ البحرين وجهّت رسالةً سريّةٍ لإسرائيل قبل ستنين أعربت من خلالها عن رغبتها في تسخين العلاقات مع الكيان، مُشدّدًا على أنّ الرسالة سلّمها وزير خارجيّة البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بواسطة وزيرة الخارجيّة السابِقة، تسيبي ليفني.

وتابع أنّ ليفني وآل خليفة التقيا سرًّا في مؤتمر ميونيخ للأمن، واصفًا للقاء بالدراماتيكيّ، حيث أكّد بن خليفة لليفني أنّ البحرين اتخذّت قرارًا بإقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع إسرائيل، مُوضحًا أنّ القرار اتخذّه الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت المصادر الإسرائيليّة عينها أنّ العلاقات بين البحرين والكيان بدأت قبل 25 عامًا، وكانت في معظمها “تحت الطاولة”، تمامًا كما هو الحال مع دولٍ خليجيّةٍ أخرى، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الموساد (جهاز الاستخبارات الخارجيّة) هو الذي يقوم بالاتصالات مع هذه الدول، وهو عمليًا وزارة خارجيّة، كما أكّد المُحامي دوف فايسغلاس للتلفزيون العبريّ، علمًا أنّه كان المدير العّام لديوان رئيس الوزراء الأسبق، أرئيل شارون.

أمّا وزارة الخارجيّة، تابعت المصادر، فقد كلّفت دبلوماسيًا خاصًّا، لم يُكشف النقاب عن اسمه لترتيب العلاقات مع دول الخليج، حيث درج على زيارة الدول الخليجيّة وإقامة علاقاتٍ مع صُنّاع القرار هناك، مُوضحةً أنّه هو عمليًا مُهندِس العلاقات الإسرائيليّة مع البحرين، وقد نظّم في العام 2009 لقاءٍ سريًّا في نيويورك بين الرئيس الإسرائيليّ السابق، شيمعون بيريس، ومملك البحرين، ومنذ ذلك الحين بدأت البحرين في عملية تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال.

عُلاوة على ذلك، نشر وليّ العهد البحرينيّ، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، مقالاً في صحيفة (واشنطن بوست)، شدّدّ فيه على أهمية السلام مع إسرائيل بالنسبة للشعبين في الدولة العبريّة والبحرين، مؤكّدًا أنّ السلام يجب أنْ يكون خيارًا إستراتيجيًا للدول العربيّة ولإسرائيل على حدٍّ سواء، وردّ نتنياهو بالترحاب على المقال، في حين قال سفير واشنطن السابِق في تل أبيب، دان شابير، للتلفزيون العبريّ إنّ هذا المقال هو أهّم بادرة حُسن نيّةٍ من مسؤولٍ عربيٍّ رسميٍّ تجاه إسرائيل، وفقًا لتعبيره.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر التلفزيون العبريّ أنّ الإدارة الأمريكيّة ضغطت على وليّ العهد البحرينيّ للاستجابة لطلب الإعلاميّ الإسرائيليّ، عكيفا إلدار لإجراء مُقابلةٍ معه، وفعلاً، قال شابيرو، اقتنع وليّ العهد ودعا الإعلاميّ الإسرائيليّ إلى نيويورك لإجراء اللقاء معه على هامش الاجتماع السنويّ للأمم المُتحدّة.

وشدّدّ التلفزيون على أنّه بعد مرور أسبوعٍ وصل المبعوث الأمريكيّ آنذاك، جورج ميتشيل إلى البحرين للقاء وليّ العهد، وما سمعه كان أكثر من دراماتيكيًا، إذْ قال له وليّ العهد: “نحن العرب يجب أنْ نهدئ من روع الإسرائيليين، وأنْ نتحدّث معهم مُباشرةً، وهذا الأمر يجعل مهمّة نتنياهو سهلةً، على حدّ قوله.

المصادر في تل أبيب أكّدت أنّه عندما تُوفيّ الرئيس الإسرائيليّ، شيمعون بيريس في أيلول (سبتمبر) من العام 2016، أرسلت البحرين ممثلاً عنها لحضور الجنازة، فيما كتب وزير الخارجيّة، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، على حسابه في “تويتر”: أرقُد بسلام يا بيريس، رجل السلام ورجل الحرب في الشرق الأوسط، والذي ننتظِر مثيله في المنطقة، فيما قالت ليفني للتلفزيون إنّ الشيخ خالد هو دمث الأخلاق، ولا يقول أبدًا لا، على حدّ تعبيرها.

ونقل المُراسِل رافيد عن مصادره المُقربّة من ديوان رئيس الوزراء قولها إنّ نتنياهو وضع البحرين هدفًا لتطبيع العلاقات معها، لافتًا إلى أنّ الرقاب العسكريّة سمحت قبل حوالي الشهرين بنشر خبرٍ حول الجهود الإسرائيليّة لإقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ كاملةٍ مع هذه الدولة الخليجيّة، واختتم تقريره بالقول: هل يهُبّ ملك البحرين لمُساعدة نتنياهو في الانتخابات القريبة ويستقبله في عقر داره؟.

وبثّ التلفزيون مقطعًا مُقتضبًا من مُقابلةٍ مع الرئيس السابق للاستخبارات السعوديّة، تركي الفيصل، حيثُ قال إنّ للسعوديّين نظرةً سلبيّةً جدًا تجّاه نتنياهو، بسبب ما يجري على الأرض وغطرسته، مُشدّدًا في الوقت عينه أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ يرغب بإقامة علاقاتٍ مع السعودية ومن ثم تصليح القضيّة الفلسطينيّة، لكن وُجهة النظر السعوديّة على العكس، وفقًا لتعبيره.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى