حكومة أخرى

 

هاهي الكهرباء تعود إلى الإنقطاع في الليل و النهار و كأننا في عزّ الحرب مع أن الفواتير التي ندفعها كل شهرين مقابل إستهلاكنا للكهرباء تزداد و تتضخم بشكل مرعب ، بدلا من أن تتناقص . وأمس حين نزلت إلى السوق كي أشتري للبيت كيلووين من لحم الدجاج فوجئت بأن سعرها إرتفع في الأيام الأخيرة حوالي ثلاثين بالمئة ، و قس على ذلك من الألبسة ووجبات المطاعم و سندويش الشاورما و سيارات السيرفيس و الأدوية و أجور الأطباء والمحامين وغيرها من التكاليف تعود إلى وباء الغلاء في حين أن الرواتب عموما للمدنيين والعسكريين ظلت على حالها منذ بضع سنوات ولم تتكرم عليهم الميزانية سوى ثلاث مرات عبر السنوات الثمان التي مرت على الحرب في بلادنا و التي كما يبدو لن تتوقف بالرغم من تحرير المدن إلا أن الأرياف ما تزال تتعرض إلى هجمات مباغتة  هنا وهناك من عناصر الإرهاب و كأن الأحوال ما تزال على ما هي عليه القسوة والفزع والحرمان ، ومع ذلك فالصحف المحلية والتلفزيون و التصريحات الرسمية و غير الرسمية كلها تمجد الإنتصارات وعودة السلام في حين أن المناخ السائد حتى الآن لا يزال مناخا حربيا لا يبشر بخير عميق ، بل يلوح بتغيير لئيم في المصير الاخير لما يسمى حتى الآن بالوطن السوري و قد بات هذا الوطن ملعبا للأجانب و الجيران الكرام !!

السؤال الأول والأهم الذي يخطر على البال في هذه الأحوال هو :

لماذا حتى الآن لم تنفذ الوعود الرسمية بزيادة الرواتب الموعودين بها منذ أعوام في حين تطبع أوراق العملة الجديدة و ترتفع الأسعار بشكل جنوني وعلى الأخص أسعار المنازل والوقود والمواد الغذائية ويظل المواطنون المخلصون مجرد رعايا مغلوبة على أمرها لا رجاء لها إلا بالتفرج على مسرحية الغلاء المتوحش والترحم على أيام زمان !!.

حسنا .. بماذا ننصح الآن الحكومات الهمايونية المتعاقبة على حكم البلد المسكين في هذه السنوات المريعة ؟ ماذا نقول للحكومة أن تصنع وصولاً للخلاص ؟ أنا مجرد مواطن عادي لست مسؤولا عن منصب حكومي قادر على إصدار القرارات و تنفيذها أو كاتب تنحصر مسؤوليته في مخاطبة الناس كتابياً و لا أملك أية صلاحية تساعده على إسداء النصائح أو تنفيذ القرارات .. إنني أفتح قلبي ووجداني كمواطن محب لوطنه لا يملك سوى أفكاره ومشاعره الدرامية عسى أن يسمعه القادر على الإصلاح فتأخذه الحماسة البريئة من الأطماع و القدرة العملية المخلصة على إنقاذ البلد مما يتخبط فيه من متاعب …

لا أملك إذن سوى هذه الأمنية في أن تتاح الفرصة حقا لحكومة أخرى قادرة فعلا على أن تعمل و تنجح … حكومة لا تتبجح بالكلام الرنان الفارغ و بالوعود العاجزة عن التحقيق .. حكومة أخرى تملك حقا الإرداة و العمل لتطهير البلد من طوفان الفساد و مستنقعاته. يا إلهي … أين هي هذه الحكومة ؟؟؟!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى