الطلاق بعد عام من الزواج.. أسبابه وكيفية تجنبه
أسباب كثيرة تقف وراء الطلاق بعد عام من الزواج الذي كثر في الآونة الأخيرة في مجتمعاتنا وغدا بأعداد هائلة، يرجعها مستشارو العلاقات الأسريّة والخبراء في علم الاجتماع إلى صعوبة هذه المرحلة تحديداً في الزواج، لاختلاف طباع وعادات الطرفين، التقاليد، التنشئة الاجتماعيّة، أسلوب التفكير وغير ذلك، وتثبّث كلّ منهما بقيمه وطباعه، فتنشأ الخلافات وتتفاقم لتؤدّي بعد مرور وقت قصير إلى الانفصال.
كما يرى الخبراء أنّ الأجيال الحديثة من الشباب الذين يقدمون على الزواج .سواء من الإناث أو الذكور لا يقدّرون قيمة الأسرة، وبعضهم لا يبدي استعداداً لتقديم أيّ تنازلات تّجاه الآخر ليستمرّ هذا الزواج. ويجمع الخبراء على أنّ فقدان الزوجة للشعور بالأمان من الأسباب الرئيسيّة التي تحثّها على طلب الطلاق في هذه الفترة الحرجة من الزواج والتي تعتبر خطوة جريئة تواجه من خلالها ردود الفعل الشاجبة للمجتمع المحيط بها، إضافة إلى تعرّض البعض للأذى النفسيّ أو البدنيّ.
بالمقابل يعمد الرجل إلى الانفصال عن عروسه لعدّة أسباب، تتنوّع بين إهمال الزوجة له ولمنزلها الجديد، الاستهتار برأيه وعدم تقديرها للمسؤوليّات والحياة الحديثة التي أقبلت عليها، فلا يجد سوى الطلاق للحفاظ على كرامته. ويخلص الخبراء إلى أنّ أسباب الطلاق بعد العام الأوّل من الزواج ليست بواهية على الإطلاق كما يعتقد البعض، بل على العكس، قد تكون قويّة جدّاً لا حلّ لها إلّا بانفصال الزوجين، وتجنّباً لهذه النتيجة غير المرضية ينصحون بالتالي:
- التثبّث والعناد يدخلان الطرفين في صراع دائم حول من سينجح في إجبار الطرف الآخر على الانصياع لكلمته. فالزواج حياة مشتركة لا مجال فيها للعناد، وإنّما ينبغي استبداله بالتفاهم والوصول إلى حلول وسطيّة ترضي الجانبين.
إبداء اهتمام بالزوج كما كان عليه قبل الزواج، وعدم حصره فقط في مأكله أو ملبسه، بل بكافّة الأمور التي تعنيه دون أيّ محاولة للتقليل من شأنها أو حتى إهمالها، والأمر سيّان بالنسبة لاهتمام الزوج بزوجته.
- رفض أيّ تدخّل من المحيطين في تفاصيل حياة الزوجين منعاً لتفاقم الخلافات. بل لا بدّ من حلّها حصريّاً ضمن نظاق ضيّق يقتصر على الزوج والزوجة فقط.
- عدم مقارنة أيّ طرف من الزوجين حياته بحياة الآخرين. فهذه المقارنة سبب لعدم الاقتناع. سواء بالظروف أو بالطرف الآخر. وستؤدّي إلى هدف يسعى من خلاله الزوج أو الزوجة إلى تحويلها إلى نسخة من حياة الغير دون مراعاة لأيّ اعتبارات ماديّة أو شخصيّة.
- تقدير ظروف الآخر، سواءً كانت ماديّة، نفسيّة، عمليّة أو صحيّة، فقد تكون عابرة. وهذا التقدير من شأنه أن يضاعف أو يقلّل من مكانة أحدهما لدى الآخر، فإمّا أن يشعر بسوء الاختيار أو سلامته.