الاحتلال يُقيم وحدةً “مُتعدّدّة المجالات” ويُجري مناورةً جويّةً مُوسّعةً
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة النقاب عن أنّ سلاح الجو في الإسرائيليّ أجرى أوّل من أمس مناورةً خاصّةً وواسعةً، تضمنّت اعتراض أهدافٍ حيّةٍ من بينها قذائف صاروخية، صواريخ وطائرات بدون طيّار من قاعدة سلاح الجوّ وسط الدولة العبريّة.
ولفتت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، لفتت إلى أن ّالتدريب شمل سيطرة مشتركة وتبادل أهداف بين بطاريات القبة الحديدية وبطاريات الباتريوت، وجرى إطلاق واعتراض حوالي عشرة أهداف في مديّاتٍ مختلفةٍ، ومن أنواعٍ مختلفةٍ وفي صلياتٍ مُركّزةٍ، كما أكّدت المصادر.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ المناورة جاءت على خلفية جولات التصعيد الأخيرة في الجبهة الجنوبية، والتي في إطارها نجحت حركتا “حماس” والجهاد الإسلامي في تسجيل عشرات الإصابات الدقيقة، خاصّةً في التصعيد خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر)- والذي أطلق خلاله حوالي 200 قذيفة صاروخية من القطاع.
وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ المناورة جرت أيضًا على خلفية الإصابة الدقيقة والاستثنائية لصاروخ أطلق من القطاع ودمّر منزلاً في مستوطنة (مشميرت) الواقعة في منطقة هشارون، مركز كيان الاحتلال، قبل حوالي شهر.
وفي هذا السياق قال ضابطٌ إسرائيليٌّ في سلاح الجو للصحيفة العبريّة إنّ هذا التدريب حصل بالموازاة مع فترةٍ عملانيةٍ جوهريةٍ وتغييراتٍ في تشكيلات الدفاع الجويّ في الجبهتين الشماليّة والجنوبيّة وفي الشرق، وأضاف: “لقد ناورنا على سيناريوهاتٍ خاصّةٍ ترتكز على عبر من السنوات الأخيرة، ومن التصعيدات الأخيرة، وتشمل أيضًا أهدافًا جديدةً، على حدّ تعبيره.
في سياق ذي صلةٍ، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي صنّف قطاع غزة مؤخرًا كأكثر الجبهات قابليةً للانفجار السريع، مُوضحةً في الوقت نفسه أنّ الجيش أطلق على قطاع غزة تصنيف “أربع مواسم” والذي يصنفه كأكثر الجبهات قابليةً للحرب والانفجار.
وقالت إنّه وبهذا الإطار فقد بدأ الجيش تحت قيادة رئيس أركانه الجديد أفيف كوخافي بتشكيل وحدةٍ بريّةٍ للتدخل السريع، مكونة من وحدات مشاة ومدرعات واستخبارات، في محاولة لتعزيز قوات المشاة التي فقدت كثيرًا من قوتها وزخمها بإخفاقاتها بالحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014.
وبينّت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنيّة، وصفتها بأنّها واسعة الاطلاع في تل أبيب، بينّت أنّ كوخافي يسعى لتدشين خطةٍ عسكريّةٍ للسنوات الخمس القادمة ومن بينها تحسين القدرات القتاليّة لسلاح المشاة وتحديث وتطوير بنك الأهداف وتعزيز خطة التدريبات السنويّة.
وأشارت المصادر نفسها، كما ذكرت الصحيفة العبريّة، أشارت إلى أنّه جرى مؤخرًا رصد الميزانيات اللازمة للكتائب العسكرية البرية لتهيئتها لسيناريو اندلاع الحرب بهدف المسّ بالعدو بالسرعة والقوة المناسبة للتقليل من مدتها الزمنية.
وشدّدّت المصادر الرفيعة في تل أبيب، على أنّ الجنرال كوخافي قرّرّ أيضًا إقامة لواء عسكري لمواكبة التطور والحداثة في التقنيات العسكرية سعيًا للحفاظ على تفوقٍ عسكريٍّ على دول المحيط والمنظمات المعادية، وفقًا للصحيفة.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ الجيش بدأ الاعتماد على توحيد القوات البرية بإطار فرق عسكرية مقاتلة، إذ جرى مؤخرًا استقدام فرقة عسكرية كاملة إلى الحدود مع غزة عقب التصعيد الأخير، وذكرت أّن تعدادها يصل إلى آلاف الجنود وهي قوات مكونة من ألوية النخبة بينها: غولاني، اللواء 7 المدرع، كتيبة مدفعية وقيادة الفرقة 162.
ونبّهت المصادر الأمنيّة في تل أبيب، كما أكّدت (يديعوت أحرونوت) العبريّة، نبّهت إلى أنّ قوات بهذا التعداد غير مسبوقة في المنطقة منذ انتهاء حرب عام 2014، وكانت تهدف إلى دخول سهل إلى غزة حال اقتضت الضرورة.
وذكرت الصحيفة أيضًا أنّ قيادة الجيش الإسرائيليّ بادرت، بمناسبة مرور 100 يوم، على تسلم الجنرال أفيف كوخافي رئاسة الأركان، بالكشف عن عدد من خططها الحربية الثقيلة.
وتحدثت قيادة الجيش الإسرائيليّ عن تشكيل وحدةٍ قتاليّةٍ من طرازٍ جديدٍ “متعددة الأهداف”، وقالت مصادر عسكريّة إنّ الجيش في زمن كوخافي يُواصِل سياسة سابقه، غادي آيزنكوت، في الكشف عن قدرات جيشه ضمن سياسة لكي يسمع ويرى الجيران، مؤكّدةً في الوقت عينه على أنّه يقوم بتركيز جهوده في تعزيز جاهزيته الحربيّة الدفاعيّة والهجوميّة، ويُصمِّم على استكمال سدّ الفجوات في الذخيرة للقوّات، مع التشديد على القوّات البريّة التي ينبغي أنْ تكون أشد فتكًا وأكثر سرعةً في الحركة، على حدّ قول المصادر العسكريّة في تل أبيب.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية