ادلب إلى واجهة التصعيد من جديد
تواصل الفصائل والمجموعات المسلحة عمليات التصعيد في هجماتها على قوات الجيش السوري ضمن المنطقة منزوعة السلاح الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب، مروراً بريفي حماة وإدلب. فيما كثفت الطائرات الحربية الروسية والسورية قصفها على مراكز وتجمعات الفصائل المسلحة في أرياف حلب وحماه واللاذقية واشتركت المدفعية الثقيلة للجيش السوري في عمليات القصف المكثف.
وافادت مصادر محلية “راي اليوم” عن توجه تعزيزات عسكرية سورية إلى الجبهات وخاصة الريف الشمالي والغربي لمدينة حماه وإرياف إدلب، ما ينذر بتصعيد كبير في المنطقة وعودة ملف إدلب الى واجة الأحداث من جديد.
وعملت “راي اليوم” من مصادرها أن التعزيزات العسكرية تهدف إلى شن هجوم واسع النطاق للسيطرة على المنطقة منزوعة السلاح التي ورد تحديد جغرافيتها في اتفاق سوتشي الموقع بين الرئيسين أردوغان وبوتين.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع موعد تسيير دوريات روسية- تركية مشتركة على طول خط الجبهة في إدلب، مطلع أيار المقبل، وذلك بموجب اتفاق “سوتشي” الموقع بين روسيا وتركيا، في أيلول 2018.
وطفى على السطح بوادر الخلاف التركي الروسي في التعامل مع الوضع في ادلب. إذ اعتبرت موسكو حسب مصدر تحدث “لرأي اليوم ” الهجمات المتكررة انطلاقا من المنطقة المنزوعة السلاح على قاعدتها الجوية في اللاذقية بمثابة تجاوز للخطوط الحمر، وألقت بالمسؤولية على أنقرة التي لم تف حتى الآن بالالتزامات اتفاق سوتشي الذي يقضي أن تتولى أنقرة ترتيب انسحاب الفصائل العسكرية من المنطقة المتفق عليها. وترد أنقرة حسب المصدر على الاحتجاج الروسي بإلقاء اللوم على الجيش السوري واتهامه بأنه ينفذ غارات على مواقع في تلك المنطقة. ويتركز السعي التركي الآن على إعادة الهدوء إلى الجبهات، ولكن يبدو أن هذه الجهود لم تكلل بالنجاح ، على الرغم من تقديم أنقرة عروضا ميدانية لاحتواء الوضع.
وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قد صرح أمس خلال مؤتمر صحفي بأن الوضع في ادلب لا يمكن أن يستمر هكذا إلى الأبد.
وقال مصدر مطلع لـ”رأي اليوم” أن هناك خشية وترقب من قبل دمشق وموسكو من إعلان سيناريو يتعلق بهجوم كيماوي، قد تلجأ إليه المجموعات المسلحة في ادلب قريبا، لوقف الحملة العسكرية وخلط الأوراق في الشمال، وأضافت أن نقل المواد السامة من قبل المجموعات الإرهابية تم رصده في أكثر من موقع، ومن المتوقع أن تقوم باستخدامه لاتهام الحكومة السورية وبالتالي وقف الهجمات الجوية والتحركات على العسكرية على الأرض.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في الـ 29 من شهر شباط / فبراير الماضي، تلقى معلومات تفيد بوصول عملاء من المخابرات الفرنسية والبلجيكية إلى محافظة إدلب للتحضير لاستفزاز باستخدام مواد كيميائية سامة والتقائهم مع متزعمين ميدانيين من تنظيمى جبهة النصرة وما يسمى (حراس الدين) وممثلي تنظيم (الخوذ البيضاء) لتنسيق كيفية تنفيذ تمثيلية كيميائية جديدة بهدف اتهام الجيش السوري والقوات الجوية الروسية باستخدام مواد سامة ضد المدنيين.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية