المعارك تتواصل في محيط إدلب: العين على سهل الغاب… وخان شيخون
واصل الجيش السوري عملياته في ريف حماة الشمالي، بعدما عزز نقاطه في بلدتي كفرنبودة وقلعة المضيق، وتمكّن من توسيع رقعة سيطرته في محيط الأخيرة، بالتوازي مع تكثيف قصفه على بلدة الهبيط وصولاً إلى خان شيخون في جنوب شرق إدلب. وخلال اليومين الماضيين، دخلت قوات الجيش بلدات باب الطاقة والشريعة والعريمة وميدان غزال، في طوق قلعة المضيق الشمالي، ووصلت إلى أطراف بلدتي الصهرية وقيراطة، قرب الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وإدلب. وترافق التقدم الميداني على هذا المحور مع قصف جوي ومدفعي طاول محيط نقطة المراقبة التركية في شير مغار؛ وبعدما خرجت أنباء عن زيارة وفد استخباري تركي تلك النقطة، بمواكبة عسكرية روسية، وانتقاله منها إلى نظيرتها في محيط مورك، استُهدفت منطقة شير مغار ومحيطها بقصف مدفعي. وأتى ذلك بالتوازي مع إطلاق الفصائل المسلحة عدداً من الصواريخ باتجاه بلدة السقيلبية، ما تسبب في استشهاد خمسة مدنيين (بينهم أربعة أطفال) وإصابة آخرين بجراح.
ولم يخرج تأكيد رسمي حول الزيارة المشتركة لنقاط المراقبة، من قبل أي من الجانبين الروسي والتركي، لكنّها لا تبدو مفاجئة في ضوء اللقاءات العسكرية الدورية التي تعقد بين الطرفين، والتي تكثّفت منذ انطلاق المعارك الأخيرة في ريفي حماة واللاذقية. وتبعاً لسلوك الجانب التركي على الأرض، فقد تشهد الأيام القليلة المقبلة انسحاباً لقواته من بعض نقاط المراقبة، إذا ما تواصلت العملية العسكرية على هذه الوتيرة، إذ لم يُترجم احتجاج وزير الدفاع خلوصي أكار، لدى موسكو، عبر أي تحرك تركي فاعل، كما لم تتأثر وتيرة نشاط الجيش السوري ولا الدعم الجوي الروسي له..
وبينما ظهر زعيم «هيئة تحرير الشام»، أبو محمد الجولاني، في لقاء إعلامي قيل إنه أجري في ريف حماة الشمالي وقرب خطوط التماس، لم تشهد محاور القتال الساخنة حضوراً وازناً لمسلحي «الهيئة» رغم ما تملكه الأخيرة من سلاح ثقيل. وهو ما برّره الجولاني بضرورات «توزيع القوى» ومنع تركيزها على جبهة واحدة في مقابل ترك باقي الجبهات. وركّز الأخير خلال اللقاء على اعتبار ما يجري من معارك «نعياً» لمحادثات «أستانا/ سوتشي»، مُحمّلاً المشاركين فيها والملتزمين صيغة «خفض التصعيد» مسؤولية الأحداث الأخيرة.
وتشير معطيات الميدان إلى أن زخم عمليات الجيش سيركّز على محورين رئيسين، انطلاقاً من كفرنبودة وقلعة المضيق. وستعمل قواته على التقدم شمالاً على طول بلدات سهل الغاب، مستفيدة من التغطية الدقيقة التي تؤمنها مواقعها المرتفعة على الجبال التي تحدّ السهل من الجهة الغربية. ويدعم العمل على هذا المحور تنشيط المعارك وإشغال الفصائل في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وصولاً إلى أطراف جسر الشغور. وبالتوازي، يكثف الجيش من استهداف بلدة الهبيط ومحيطها، بما سيسهل لاحقاً التقدم عبر البلدة إلى الحدود الغربية لخان شيخون. وكان لافتاً، في السياق نفسه، أن الفصائل لم تبادر، جرياً على عادات السنوات الماضية، إلى فتح معارك استنزاف وإشغالٍ من شأنها تشتيت الثقل العسكري للجيش، ولا سيما في مناطق متقدمة كمثلث كفرزيتا واللطامنة ومورك، أو في محيط أبو الضهور جنوب شرق إدلب.
صحيفة الأخبار اللبنانية