“سلفيو مصر” يتتبع صعود الدعوة السلفية فى ألف عام
الأحداث المتعاقبة التي مرت بها مصر منذ عام 2011 وحتى الآن أفرزت العديد من التيارات والأحزاب والجماعات الدينية التي ظن البعض أنها وليدة الحدث، ولم ينتبه كثيرون إلى أن صعود جماعات العنف الديني تحديدًا له جذوره التاريخية التي تمتد إلى مائة عام مضت، ذلك ما انتبه له الباحث والإعلامي محمود الورواري فى كتابه الأحدث “سلفيو مصر” والصادر عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة.
رصد الورواري نشأة الجماعات الدينية في العموم، وتأثيرها في المشهد العربي عموما، بالأخص جماعة أنصار السنة المحمدية، والجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة، وإفراز العديد من الجماعات الدينية لاحقاً من بين هاتين الجماعتين، وتطرق في دراسته إلى جماعة الإخوان المسلمين، وجمعية الشبان المسلمين، اللتين تأسستا في وقت متقارب نهاية العشرينيات من القرن الماضي.
دراسة الورواري تبدو أهميتها في تتبع المشهد السلفي في مصر، دون الفصل بين الجماعات الدينية الوسطية أو المتطرفة، فقط هو تتبع تطور المشهد السلفي في العام وترك للقارئ تقدير المشهد، وتحديداً كيف انغمست بعض تلك الجماعات السلفية في الغلو، ذلك الذي ساقها إلى حتفها عندما قررت الصدام مع الدولة.
قسم الكتاب صعود السلفية في العموم إلى عدة مراحل، بدأها من دولة الخلافة الإسلامية، لافتاً إلى أن السلفية ليست حديثة المنشأ، على اعتبار أن تفسير المصطلح يشير إلى أن السلفية يقصد بها السير على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منذ عهد الصحابة، لافتاً إلى أن السلفية مرت بعدة مراحل تاريخية أثرت فيها بشكل مباشر، بالأخص صدام أحمد بن حنبل أحد أئمة السلفية مع الدولة الحاكمة في القضية المشهورة تاريخياً تحت مسمى “قضية خلق القرآن”، ذلك المصطلح الذي ابتدعه المعتزلة وتصدى له ابن حنبل، مروراً بالدور الذي قام به ابن تيمية ثم ما قام به ابن قيم الجوزية، وصولا إلى محمد بن عبدالوهاب والدعوة الوهابية في المملكة العربية السعودية، إلى جانب دعوة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في القاهرة، ودعوة محب الدين الخطيب ومحمد رشيد رضـا، إلى أن وصل للسلفية فى السبعينيات وانتشار العمل المسلح بين جنبات الجماعات السلفية في تلك الحقبة الزمنية.
محمود الورواري إعلامي وأديب وشاعر، يعمل في قناة العربية، وقدم عدة برامج منها “نشرة القاهرة” من مكتب القناة في مصر.
الورواري درس السياسة ثم درس الفن في أكاديمية الفنون، عمل في الصحافة منذ أن كان طالباً في الجامعة وحين تخرج انضم إلى التلفزيون المصري والإذاعة المصرية ثم خرج في رحلة احتراف ساقته للعمل في العديد من القنوات التي كان أغلبها خليجية، عمل في العديد من الأماكن الساخنة مثل أفغانستان وباكستان والعراق وإيران والسودان.
ميدل إيست أونلاين