بعد خمسة أيام.. البنتاغون لا يقدم أي شريط حول إسقاط الطائرة المسيرة الإيرانية وقلق العسكريين الأمريكيين: إذا حلقت الطائرة فوق المدمرة بوكسر فهي قادرة على ضربها بصواريخ
مرت خمسة أيام على ادعاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسقاط المدمرة البحرية بوكسر طائرة استطلاع مسيرة إيرانية، ولم يقدم أي معطى مادي مما يوحي بتصريح غير دقيق، والمهم في هذه القضية هو كيف نجحت طائرة مسيرة في تصوير مدمرة أمريكية ضخمة دون أن ترصدها الدفاعات الأمريكية.
واعتادت الصحف الأمريكية مثل “نيويورك تايمز” و”الواشنطن بوست” ومجلات مثل “نيوزويك” اتهام ترامب بالكذب وإعطاء التصريحات المجانية، لكن لا أحد كان يعتقد في إعطاءه تصريحا كاذبا حول إسقاط طائرة إيرانية مسيرة في مياه الخليج العربي، لأن الأمر يتعلق بهيبة الجيش الأمريكي.
وادعى ترامب إسقاط الطائرة الإيرانية المسيرة، والغرابة هو صمت البنتاغون وعدم تقديم معطيات حول عملية الاعتراض، فلم يتم الكشف عن شريط إسقاط الطائرة المسيرة ولا حطامها.
ولم يعد الحدث هو مزاعم ترامب حول أسقاط المدمرة الطائرة المسيرة بل كيف ردت إيران بنشر شريط يظهر المدمرة بوكسر المرابطة في مياه الخليج العربي. وتملك حاملات الطائرات والمدمرات مثل بوكسر التي تعد ضخمة بكل المقاييس على نظام دفاعي ذاتي، وآخر توفره السفن الحربية المرافقة لها، وتعمل على مسح جوي وبحري دقيق لكل الأجسام الطائرة والمبحرة، وتسقط كل جسم طائر، طائرة مقاتلة أو مسيرة أو صاروخ يقترب من المسافة الآمنة للمدمرة أو حاملة الطائرات.
والمفاجأة هي ضخمة وتثير قلق الخبراء العسكريين الأمريكيين: كيف نجحت إيران في صنع طائرة مسيرة تخرق الرادارات الأمريكية وتصور السفن العسكرية بما فيها المدمرات. وهذه ليست المرة الأولى بل حدث منذ سنوات، وأصدر البنتاغون تكذيبا، ونشرت إيران شريطا، وها هي الآن تنشر شريطا جديدا.
وبدون شك، يسيطر القلق الحقيقي على قادة البنتاغون الذين يدركون أنه إذا نجحت طائرة تجسس مسيرة في اختراق الرادارات الأمريكية فهي قادرة على حمل صواريخ وضرب السفن العسكرية الأمريكية.
وفي ظرف شهر واحد، تفاجأ البنتاغون بقدرات إيران العسكرية، فقد استطاعت الدفاعات الإيرانية إسقاط طائرة “غلوبال هاوك” المتطورة ورصد “بوسيدون 8” فائقة التخفي، والآن تحلق فوق مدمرة بوكسر دون نجاح دفاعات المدمرة في رصدها، وهذا يعني قدرتها على ضرب السفن العسكرية إذا اقتضى الأمر.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية