حكايات 2

 

ـ 1 ـ

من الطرائف التي تزخر بها الثقافة العربية ،والإدارة العربية والاستراتيجيات العربية، ووزارات الزراعة العربية …إن الدولة تمنع تصدير السلالات النادرة من الماعز والخراف والخيول والبغال والحمير، بينما تسارع إلى منح أي طبيب أو مهندس، أو عالم، أو مثقف تأشيرة الخروج. مع تمنيات مضمرة بالللاعودة.

حتى الآن لا تعرف الدولة العربية المعنى الحقيقي الدقيق للثروة البشرية أو لمصطلح التنمية البشرية.

للأميين فقط: كل المواد الخام التي يصنع منها موبايل واحد… أي موبايل، تكلف بين دولار واحد و 5 دولارات. بينما يباع الموبايل بمائة دولار وما فوق. العبقرية ليست بوادي السيليكون الصناعي، وإنما بمرتفعات الذكاء البشري.

ـ 2 ـ

الجد القديم أراد أن يحكي لأحفاده “قصة الحب”. استمعوا إليه باستمتاع وانتباه وفضول لمعرفة النهاية. ولكنهم فجأة شعروا بالنعاس. فوعدهم الجد أن يكمل لهم “قصة الحب” غدا في المساء .

لكن في اليوم التالي، للأسف، مات الجد.

وبقي الحب … “قصة بلا نهاية”.

ـ 3 ـ

الذي أطلق على دمشق اسم “شام شريف” هو السلطان العثماني سليمان القانوني الذي أمر ببناء التكية السليمانية على ضفة أحد أفرع بردى. وحين جاء الظاهر بيبرس بنى فيها القصر الأبلق، ولكن تيمورلنك جاء وسكن القصر وهدمه كله قبل رحيله، كما أمر بهدم دمشق.

سليمان القانوني طلب من المعماري المشهور سنان باشا وضع تصاميم التكية. فاستعمل في بنائها أحجار قصر بيبرس المهدوم. وانتهى البناء عام 1566.

نشأت في التكية أول مدرسة داخلية تضم أماكن لسكن الطلاب.وكل النفقات تدفعها الدولة .كما كانت التكية مركز تجمع للحجاج القادمين من الأناضول والبلقان، وبذلك أصبحت أهم سوق تجاري، وحتى سنوات قريبة كان الحجاج ما زالوا يتجمعون في التكية وحولها.

الآن ثمة إشاعة بوجود مخطط لتحويل الوظيفة الأثرية للتكية السليمانية إلى مطاعم وكافتريات، بدلاً من أن تظل بحيراتها القذرة مسبحاً للبط، وغرفها وساحاتها قناً للدجاج (كما سخر المستثمرون من مفردات ذاكرة الزوار).

عبقرية الاستثمار العربي تخلو من الذوق والثقافة والذاكرة.

ـ 4 ـ

سأل العربي المدني الضابط الأمريكي: “لماذا أمريكا تطبع ما تشاء من الدولارات دون رصيد احتياطي من الذهب، كما تفعل باقي الدول (التي تغطي عملاتها بالذهب)؟ وكيف تحمي أمريكا الدولار عالمياً؟

أجاب الضابط بالإشارة إلى … بسطاره!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى