خبراء عسكريون بالكيان: ضربةٌ حقيقيةٌ ستكون سببًا بتفكك إسرائيل و200 ألف مُواطِن بالشمال بدون حمايةٍ من صواريخ حزب الله وانفجار الأمونيا بخليج حيفا سيُوقِع مئات آلاف القتلى

 

في عنوانٍ رئيسيٍّ وبالبنط العريض، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة يوم الأربعاء من هذا الأسبوع النقاب عن أنّ أكثر من مائتي ألف مُواطِنٍ إسرائيليٍّ في شمال الكيان يعيشون بدون تحصينٍ من صواريخ حزب الله، وأنّ رؤساء السلطات المحليّة في المنطقة وجّهوا رسالةً شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتفعيل خطّة “تحصين الشمال”، التي كانت الحكومة قد أقرّتها، إلّا أنّها لم “تجِد” الأموال لتغطية نفقاتها، وهذا الكشف يؤكِّد المؤكَّد: الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، كما شدّدّ مُراقِب الدولة السابِق، القاضي المُتقاعِد يوسف شابيرا، ليست جاهزةً وغيرُ مُحصنةٍ لحربٍ واسعةٍ مع حزب الله، علمًا أنّ المُراقِب شدّدّ في تقريره على أنّ كلّ بُقعةٍ في الكيان باتت في مرمى صواريخ المُقاومة الإسلاميّة في لبنان.

في السياق عينه، لفت المحلل العسكريّ ران ادليست، في مقال بصحيفة (معاريف) العبريّة إلى أنّه في الأيام الماضية قرر ثلاثة مسؤولين كبار سابقين في شركة “رفائيل” (سلطة تطوير الصناعات العسكرية الإسرائيليّة) ، كسر الصمت حول الموضوع الأكثر حساسية في الكيان، وهو موضوع قدرة الصمود لدى الجمهور الإسرائيليّ في أثناء الحرب، أوْ بالتحديد كيف سيتعامَل هذا الجمهور عندما تُستهدَف الدولة العبريّة بآلاف الصواريخ.

وشرح الخبراء في مقابلةٍ مع القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، أنّ إصابة صاروخٍ واحدٍ من حزب الله لموقع المعامل البيترو كيماوية في حيفا سوف يُطيح بنصف مليون إسرائيليٍّ على الأقّل من منازلهم ويُوقِع إصاباتٍ فظيعةٍ، على حدّ تعبيرهم.

كما أوضحوا أنّ كلّ طبقات الحماية ضدّ الصواريخ والتي تتفاخر بها منظومة الحماية لن تمنع الإصابة بمستوىً مأساويٍّ، مُضيفين في الوقت عينه أنّ السياسيين الإسرائيليين يُكثِرون من الثناء على حصانة الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، لكن من غير المعروف كيف سيكون الرد الجمعيّ الإسرائيليّ عندما سيتعرَّض الكيان لضربةٍ حقيقيّةٍ والتي ستكون سببًا في تفكك الدولة، على حدّ تعبيرهم.

مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، أشار الخبراء الثلاثة إلى أنّ الوسائل الدفاعيّة التي طوروها بأنفسهم لن تمنع الأضرار الفظيعة، فالمواطن العاديّ سوف يُصاب بالدهشة مقابل هذا الوضع المُعقّد، ويسأل لماذا تلعب الحكومة الإسرائيليّة بالنار في الشمال والجنوب؟ والجواب، بحسب المُحلِّل العسكريّ ادليست، هو الغرور بأنّهم يستطيعون، والجهل بأنّهم لا يُدرِكون التبعات، والإحباط نتيجة فشلهم في منع التواجد الإيرانيّ في الشمال وظهور إشاراتٍ للوحدة بين قطاع غزّة والضفّة الغربيّة المُحتلّة، طبقًا لأقواله وأقوال المصادر الأمنيّة الرفيعة التي اعتمد عليها في تل أبيب.

إلى ذلك، وفي فيلمٍ وثائقيٍّ بثته القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ أجمع الخبراء والمختّصون وعددٍ من صنّاع القرار على أنّ الجبهة الداخليّة في إسرائيل ما زالت غيرُ جاهزةٍ لمُواجهة صواريخ حزب الله، لافتين إلى أنّ الترسانة العسكريّة للحزب باتت أقوى كثيرًا، من الناحيتين الكميّة والنوعيّة، وبحسب أحدهم فإنّ صواريخ حزب الله باتت تُصيب أيّ بقعةٍ في الداخل الإسرائيليّ، مُحذِّرين في الوقت عينه من عدم قيام الحكومة الإسرائيليّة بتخصيص الميزانيات اللازمة لتحضير الملاجئ وتوزيع الكمامات الواقية من الغازات السامّة.

رئيس بلدية حيفا السابق، يونا ياهف، قال للتلفزيون في معرض ردّه على تهديد سيّد المُقاومة، الشيخ حسن نصر الله، بأنّ غاز الأمونيا الموجود في خليج حيفا وصواريخ حزب الله، سيُنتجان قنبلة نوويّة، تُسبِّب أضرارًا فادحةً جدًا في الأرواح والممتلكات، قال: للأسف الشديد، إننّي أُصدّق نصر الله، وما تحدّث عنه كان صحيحًا مائة بالمائة، وعلى الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، أنْ تأخذ الأمور على محملٍ كبيرٍ من الجديّة والمسؤولية، على حدّ تعبيره.

وتابع: أشكر نصر الله، لأنّه بتهديده ضرب خليج حيفا أعاد إلى واجهة الرأي العام الإسرائيليّ ما أسماها بالقنبلة الموقوتة، التي تُسببها المواد القاتلة الموجودة في المنطقة، وأضاف إنّ نصر الله ضرب على الوتر الحسّاس، الذي يُرعِب الإسرائيليين، خصوصًا وأنّه كانت هناك العديد من المطالب الرسميّة بنقل المصانع الكيميائيّة من خليج حيفا إلى مناطق أخرى في الدولة العبريّة لدرء الخطر عن سكّان المنطقة في حال انفجارها، إلّا أنّ وعود الحكومة الإسرائيليّة لم تخرج إلى حيّز التنفيذ.

ونقل التلفزيون عن جمعية (تسالول) هذه المعطيات ردًا على تهديدات السيّد نصر الله، وقالت الجمعية أيضًا إنّ حزب الله يمتلك قنبلةً نوويّةً، إذْ أنّه في حيفا يوجد 15 طُنًا من غاز الأمونيا، وكلّ صاروخ يُصيب هذا الموقع من شأنه أنْ يُحوِّل المكان إلى قنبلةٍ نوويةٍ، التي ستؤدّي إلى مقتل عشرات ألآلاف، ناهيك عن الجرحى، وتابعت إنّ السيناريو الذي طرحه نصر الله ليس بعيدًا بالمرّة عن الواقع، كما أنّ جمعيات أخرى تُعنى بشؤون البيئة انضمّت هي الأخرى لمخاوف الجمعية المذكورة.

وأشار التلفزيون إلى أنّ غاز الأمونيا يتواجد في خليج حيفا، في منطقةٍ مكتظةٍ جدًا بالسكّان، الأمر الذي يُعرِّض مئات ألآلاف من السكّان للخطر، كما أنّ المبنى غير مرخّص من قبل السلطات ذات الصلة، وشدّدّ الموقع على أنّ المكان يحتوي على 12 طنًا من غاز الأمونيا، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ جمعية (تسالول) لا تستبعد البتة أنْ يتحوّل هذا الكابوس إلى حقيقةٍ واقعةٍ، فيما إذا أصاب أحد الصواريخ المنطقة، على حدّ تعبيرها.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى