النعمة والنقمة
ـ 1 ـ
دامت جرائم الإرهاب الإسلامي الأصولي البلطجي الأفغاني الآتي من تدريبات تورا بورا وسيافي طالبان… دامت عشر سنوات. ولم يستطع الجيش الجزائري القضاء على الإرهاب.
نائب كويتي سأل وزير خارجية الجزائر السابق “بن فليس” : كيف تخلصتم من الإرهاب؟ فأجابه ،بعد أن طلب إليه أن يتحدثا وهما يتمشيان على شاطئ البحر:
“… في أحد الأيام استدعاني الرئيس بوتفليقه، فوجدت عنده السفير الأمريكي ومعه ثلاثة أشخاص، تبين أنهم من المخابرات المركزية الامريكية. وطلب الرئيس أن أستمع لما يقولون.
بدأ السفير الأمريكي بالكلام: هل ترغبون أن تنتهي دورة العنف والقتل لديكم؟ فأجاب بوتفليقة: دون شك.
قال السفير: حسناً… نستطيع أن ننهي هذا الوضع وبسرعة. ولكن لدينا شروط واضحة يجب أن توافقوا عليها مسبقاً:
أولاً: إيداع عائدات النفط في أمريكا.
ثانياً: إيداع عائدات الغاز في فرنسا.
ثالثاً: التوقف عن مناصرة المقاومة الفلسطينية.
رابعاً: عدم مناصرة إيران وحزب الله.
خامساً: لا بأس بتشكيل حكومة إسلامية شبيهة بما لدى تركيا.
وافق الرئيس بوتفليقة. فقال السفير: سنقوم بالتحدث مع كافة الأطراف لإعلامهم باتفاقنا. سأل بوتفليقة: ومن هي هذه الأطراف؟ فأجاب: فرنسا والسعودية وإسرائيل، استفسربوتفليقة : وما علاقة هذه الدول بما يجري لدينا؟ أجاب السفير، وابتسامة صفراء على وجهه: السعودية تمول شراء السلاح . إسرائيل وفرنسا تبيعان .يشحن السلاح إلى الجزائرعن طريق رشوة بعض الضباط الجزائريين.
طلب بوتفليقة مني الذهاب إلى الملك عبدالله لإبلاغه بالاتفاق، والتعهد بالتوقف عن الدعم. قضيت ساعات احاور الملك عبد الله فلم يقتنع ويقبل.
فأبلغت السفير الأمريكي الذي، بعد نصف ساعة، هتف لي قائلاً:
اذهب للملك. ذهبت . الملك هش ورحب بي قائلاً :أبشر أبشر.
توقف الدعم وتم تزويد قواتنا المسلحة بإحداثيات مواقع الإرهابيين من قبل الأمريكان، وقامت قواتنا بالقضاء عليهم في مدة قصيرة. وانتهت القصة في الجزائر، وانعقدت المصالحات بين الدولة والمسلحين.
ـ 2 ـ
حمد بن جاس م رئيس وزراء قطر الأسبق ـ مدير إدارة مشروع تغيير النظام في سورية… يصرّح لل (ب. ب. س):
دفعنا للضابط السوري الذي ينشق 30 ألف $ وللعسكري العادي 15 الف $ ولرئيس الوزراء رياض حجاب دفعت السعودية 50 مليون$ والحريري قبض 100 مليون $ لتمويل إدارة صفقات مكتب عقاب صقر في تركيا الذي قبض بدوره 10 مليون $.
ثم ختم التصريحات قائلاً (دون أن نعرف الهدف): لقد لعبنا دوراً كبيراً في تدمير مصر وليبيا وسورية واليمن.
مع ذلك… ما زلت أنا شخصياً أعتقد أن المؤامرات لا تنجح بصورة مطلقة إذا كانت هناك مناعات حقيقية في المجتمع، لا سيما العلاقة الصحية والصحيحة بين الدولة ،كمسؤول عن الأمن والأمان بين الناس دون تمييز أو تفرقة او تفضيلات، تجعل المجتمع نفسه قابلاً للاحتراب.
تكون الثروة مصدراً “للنقمة” بدلاً من مصدر “للنعمة”…
تلك هي المسألة.