رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ السابق: حزب الله يبني قوّة هجومٍ مؤلّفةٍ من آلاف المقاتلين لاقتحام الحدود مع الكيان من تحت الأرض ونفس الأسلوب طوّرته حماس والهدف الجبهة الداخليّة
تحدّث رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيليّ الجنرال في الاحتياط غادي آيزنكوت مساء أمس عمّا أسماه خطط حزب الله لاقتحام الجليل، فقال خلال كلمة له في مؤتمر أبحاث الأمن القوميّ، التابِع لجامعة تل أبيب، قال إنّه لدى حزب الله قوة من آلاف المقاتلين مخصّصة لاحتلال مستوطنات، مضيفًا في الوقت عينه أنّ حزب الله يبني مع فيلق القدس، الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، التابِع للحرس الثوريّ الإيرانيّ، قدرة اقتحام ستة آلاف مقاتل يدخلون من خلال عشرة مسارات تحت الأرض، بهدف مباغتة كيان الاحتلال الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة “إسرائيل هايوم” العبريّة، اليمينيّة المُقرّبة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، أشار آيزنكوت إلى أنّ حزب الله قام في العقد الأخير ببناء قدرة اقتحامٍ غير مسبوقة، مُشدّدًا في الوقت ذاته على أنّ الحديث لا يدور عن اقتحامات كما رأينا في عملية الجرف الصامد، إذْ دخل وخرج من خلالها 13 مخربًا، بل خطة مختلفة تمامًا، وتابع قائلاً: هذا التشكيل بنى طوال أكثر من عقد قدرة هجوم تضم ستة آلاف مقاتل يدخلون عبر عشرة مسارات تحت الأرض. وهذه خطوة لها تأثير لمئات السنوات القادمة على إسرائيل، على حدّ قوله.
واستطرد الجنرال آيزنكوت قائلًاً إنّه أمام إسرائيل أربع دوائر تهديد لن تتغير في الفترة القريبة: الدائرة الأولى هي دائرة شبه تقليديّة، وهي تنظيمات نصف دولة، مثل حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي، التنظيم الإرهابيّ-الإجراميّ (داعش) وغيرها. أمّا التهديد الثاني، بحسب أيزنكوت فهو التهديد التقليديّ، تهديد جيوش، وهو موجود بنسبةٍ محددةٍ في الجيش العربيّ السوريّ، أمّا التهديد الثالث، وفقًا للجنرال الإسرائيليّ بالاحتياط، فهو التهديد غير التقليديّ، أيْ التهديد الإيرانيّ الذي هو في رأس سُلَّم أولويات الجيش، وفقًا لأقوالهن وشدّدّ على أنّ التهديد الرابع هو تهديد آخذ بالتزايد وهو تهديد السايبر، أيْ الحرب الالكترونيّة، كما أكّد.
وتابع رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال الإسرائيليّ وصف التشكيل الذي بناه حزب الله وقال، كما أفادت الصحيفة العبريّة، إنّ الأسلوب الذي نُواجهه في السنوات الأخيرة هو أسلوب بناه حزب الله، وطوّرته حماس، ويوجد بينهما دمج وتقاسم معرفة، وتابع قائلاً إنّ هذا هو التهديد الذي يُشخِّص الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة كهدفٍ، وكمنطقة عملٍ، مُشيرًا إلى أنّ منظمة تبني قدرة صواريخ قصيرة، متوسطة وبعيدة مع تشكيل دفاع قويّ جدًا، منظمة بنت قدرة في العقد الأخير، هي قدرة هجوم، على حدّ قوله.
في السياق عينه يجب التذكير بأنّه تحت عنوان “الرجل الذي أهان قاسم سليماني”، كانت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة قد نشرت في شهر كانون الثاني (يناير) من العام الجاري مقابلة مع رئيس أركان جيش الاحتلال المنتهية ولايته الجنرال غادي ايزنكوت، الذي أكّد أنّ إسرائيل ضربت آلاف الأهداف لإيران وأتباعها على الجبهة الشماليّة دون أنْ تعلن عن ذلك، مُشيرًا إلى أنّ سلاح الجوّ استخدم لهذا الغرض ألفي قنبلة في العام المنصرم وحده، كما قال.
وقال ايزنكوت، إنّ إيران أنفقت نحو 16 مليار دولار في سبع سنوات لإنشاء جيش من الميليشيات الحليفة في سوريّة، لكنّها فشلت نتيجة الهجمات الجويّة الإسرائيليّة المُستمرّة، لافِتًا إلى أنّ أن الإستراتيجيّة العسكريّة الإسرائيليّة حاليًا هي التركيز على محاربة إيران وليست حركة حماس في قطاع غزة.
كما أوضح أنّ إسرائيل ركّزت في البداية على استهداف شحنات الأسلحة التي كانت إيران ترسلها لحزب الله في لبنان قبل أنْ تُحوِّل طهران إستراتيجيتها إلى داخل سوريّة، حيث قامت بإنشاء قواعد استخباراتية وقاعدة جوية داخل كلّ قاعدة جوية سورية، كما أحضرت عددًا كبيرًا من المدنيين من أجل تشريبهم عقيدتهم العسكريّة، قال آيزنكوت.
وأضاف رئيس الأركان أنه بحلول عام 2016 نجح الجنرال قاسم سليماني (قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ) بنشر 3000 من رجاله في سوريّة، إضافة إلى 8000 مقاتل من حزب الله و11 ألف مقاتل شيعي أجنبي، ويقدر حجم المبالغ التي أنفقتها إيران لتحقيق تلك الأهداف بحوالي 16 مليار دولار في فترة سبع سنوات، على حدّ تعبيره.
ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أنّ الجنرال غادي ايزنكوت كان قد حذّر من أنّ الجيش الإسرائيليّ سيعمل ضد لبنان إذا تموضعت هناك إيران عسكريًا، وألمح في الوقت عينه إلى أنّ الدولة العبريّة تعمل سرًّا في لبنان قائلاً: نحن لا نهاجم في لبنان بصورةٍ جليّةٍ، ولكننّا نعمل هناك في العديد من المجالات وبطرقٍ سريّةٍ، على حدّ قوله.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية