آبل ترسخ أقدامها في عالم أنترنت الأشياء
تقدمت الشركة الأميركية العملاقة آبل ببراءة اختراع جديدة إلى مكتب براءات الاختراع الأميركي لتطوير طريقة تسمح لأجهزتها المحمولة بنقل البيانات بين بعضها البعض عن طريق التلامس.
وتسعى آبل الى تعزيز مفهوم أنترنت الأشياء الذي يساهم في تيسير حياة البشر وتسهيلها.
وتقنية “انترنت الأشياء”، أو ما يُعرف بالإنكليزية بـ“Internet of Things” IoT. هو مصطلح برز حديثاً، يُقصد به الجيل الجديد من الانترنت الذي يتيح لمجموعة من الأجهزة الرقمية الذكية المتصلة في ما بينها عبر ويفي أو بلوتوث تناقل المعلومات والبيانات عبر أدوات ومستشعرات لأداء وظائف محدّدة من دون الاعتماد على البشر.
ويشمل مجال “إنترنت الأشياء” عدة مجالات منها “البيت الذكي”، وهو مشروع ضخم تقوده شركة آبل، يعمل على جعل علاقة الإنسان بمنزله أكثر سلاسة وسهولة، فسيكون المنزل قادراً على تمييز صاحبه وتشغيل الأضواء فور وصوله، كما سيتمكن من التحكم بأجهزة التبريد والتدفئة عن بعد، وإقفال الأبواب والنوافذ، وتشغيل الأجهزة المختلفة وضبطها كغسالة الملابس وغسالة الصحون وتذكيرك بوقت تفريغ القمامة بعد امتلائها.
وتركز براءة الاختراع الجديدة على كيفية تمكين الأجهزة من اكتشاف بعضها البعض.
ووفقاً لبراءة الاختراع، فإن آبل ستسمح بمشاركة البيانات بين أجهزة آيفون وآيباد على سبيل المثال على نحو أكثر كفاءة وأمناً.
واعتبرت الشركة العملاقة أن العالم اليوم لا غنى له عن الأجهزة الإلكترونية الذكية مثل الهواتف والكمبيوتر والأجهزة الذكية القابلة للارتداء.
وأفادت آبل أن التفاعل من جهاز إلى جهاز اخر سيصبح امتداداً رقمياً سلساً للاتصالات المخصصة للأشخاص.
وتعول المجموعة الرائدة في مجال تطوير الهواتف الذكية والتي تعد من أكثر الشركات في العالم المالكة لعدد براءات الاختراع على “بروتوكول اكتشاف وإقامة الاتصال” لتوظيفها في تقنيتها المستقبلية والثورية.
واعتبرت انه يمكن أن يشتمل الجهاز الإلكتروني على نظام اتصالات بصرية في الفضاء الحر لنقل البيانات أو استقبالها أو تبادلها لاسلكياً مع جهاز إلكتروني آخر.
وتسعى آبل الى الاستفادة من كيفية امتلاك المستخدمين أكثر من جهاز.
وتمكنت المجموعة المعروفة على الساحة العالمية من تقديم براءات اختراع عديدة ومتنوعة وفي مجالات مختلفة لكنها تتواجه مع مجموعات تقنية عدة أخرى في إطار نزاعات قضائية حول براءات اختراع.
توصلت شركتا أبل وسامسونغ إلى تسوية نهائية لنزاع قضائي استمر سبع سنوات حول براءة اختراع، مما يضع حدا لمعركة طال أمدها حول تصميم هواتفهم الذكية.
وبدأت المعركة بين عملاقي صناعة الهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي في عام 2011، عندما رفعت الشركة الأميركية دعوى قضائية ضد منافستها من كوريا الجنوبية، طالبتها بأكثر من ملياري دولار كتعويض عن الأضرار.
وكانت هذا النزاع القضائي التاريخي هو الأول فقط من العديد من القضايا بين الشركتين في المحاكم حول العالم.
ورغم معاركها القضائية، تعيش الشركة الأميركية نشوة كبيرة خلال هذه الفترة بعد نجاحها المدوي في غزو الأسواق العالمية بفضل هواتفها الجديدة.
وتنشط الشركة العملاقة بكثرة في مجال براءات الاختراع وتسعى دائما الى التفوق على منافسيها بتقديم خدمات وتقنيات جديدة في أجهزتها المتنوعة وتوظف براءات الاختراع التي تقدمها سواء في الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر والأكسسورات الموصولة على غرار الساعات الذكية لتحقيق أمن ورفاهية المستخدم.
وفي إطار حرصها على مواكبة الأحداث والقضايا الهامة والمحورية في العالم فقد سعت الشركة التي تحمل علامة التفاحة المقضومة الى تطويع التكنولوجيا لخدمة البيئة ومجابهة التغير المناخ الذي يقض مضجع العالم بأسره.
وأظهرت أحدث براءة اختراع حصلت عليها الشركة الأميركية جهازا متنقلا له القدرة على اكتشاف الغازات السامة.
تصف براءة الاختراع التي رصدها أول مرة موقع “بيشنتلي آبل”، جهاز “آي ديفايس” المستقبلي لايفون انه يتضمن مستشعرا لاكتشاف الغاز وتحذير المستخدم إذا كان موجودا في بيئة فتاكة، ويفيد هذا في حال وقع تسرب غاز في منزلك أو مكان عملك أو حتى في الميدان.
والتقنية الجديدة بإمكانها اكتشاف الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون (CO) وثاني أكسيد النيتروجين (NO2) وثاني أكسيد الكبريت (SO2)، إلى جانب غازات أخرى مثل الميثان (CH4) وأول أكسيد النيتروجين (NO).
وليست هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها آبل أفكار براءة اختراع لأدوات وأجهزة استشعار بيئية، فبعض براءات اختراعها السابقة تبين أنها كانت تتعامل مع هذه الفكرة منذ مدة مثل جهاز يحتوي على أجهزة استشعار للكشف عن الضغط والرطوبة والغازات، وجهاز يحتوي على أجهزة استشعار للكشف عن أكسيد الفلز.
وتعتقد الشركة أن هذه الميزات قد تصبح قريبا نقاط بيع قوية لمنتجاتها من الأجهزة.
ميدل إيست أونلاين