هجمات جويّة وبريّة: هدنة إدلب قائمة… إلى حين
على الرغم من أنه لا إعلان رسمياً عن انهيار وقف إطلاق النار في إدلب، إلا أن الميدان يقول غير هذا. هجماتٌ نفّذتها المجموعات المسلحة في اليومين الأوّلَين من الهدنة ضدّ مواقع الجيش السوري، تبعها بالأمس هجوم جوي مكثف شنّه الجيش والقوات الروسية ضدّ أهداف للمسلحين، بالإضافة إلى تقدم برّي طفيف. كلّ ذلك وضع الهدنة، التي أُعلنت قبل 3 أيام بين موسكو وأنقرة، على محكّ الانهيار.
لا تسقط هدنة إدلب؛ لا لشيء، سوى لأن طرفيها الأساسيين لا يريدانها أن تسقط. فلا الهجمات التي نفذتها المجموعات المسلحة ضدّ مواقع الجيش في ريف إدلب الجنوبي في اليومين الأوّلين من الهدنة أسقطتها، ولا موجات القصف السورية – الروسية أفضت إلى إعلان انتهائها واستئناف العمليات. مع ذلك، كان واضحاً تعمّد الجيش، مدعوماً بالطائرات الروسية، شنّ قصف مكثف على مواقع المسلحين وخطوط دعمهم في غالبية ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث تركّزت العمليات قبيل الهدنة الأخيرة. وفي وقت متأخر ، تقدّمت قوات الجيش في ريف إدلب الشرقي، لتسيطر على قريتَي نوحية شرقية وغربية شمال بلدة البرسة، بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة في المنطقة.
وعلى رغم التصعيد الواضح ، أصرّ وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على أن «هناك انتهاكات لوقف إطلاق النار في إدلب، ولكن لا يمكننا القول إنه انهار». لكن وزير الدفاع، خلوصي أكار، أعلن أن تركيا تناقش «مع روسيا إنشاء منطقة آمنة في إدلب»، بحيث «يمكن للسوريين النازحين بسبب القتال قضاء فصل الشتاء» فيها، على حدّ تعبيره.
وأشار أكار إلى أن «هجمات الحكومة السورية في المنطقة مستمرة على الرغم من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل ثلاثة أيام»، مضيفاً أن تركيا «تعمل على تعزيز نقطة مراقبة تحاصرها القوات السورية»، مؤكداً أن أنقرة لا تنوي سحب قواتها من هذه النقاط. وكان رتل عسكري تركي قد دخل الى الأراضي السورية ليلة أول من أمس عبر معبر كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي، ثمّ انقسم إلى قسمين: الأول اتّجه إلى نقطة المراقبة التركية في منطقة الراشدين غرب مدينة حلب، والثاني إلى نقطة المراقبة التركية في قرية تل طوقان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، «بهدف التبديل»، بحسب تنسيقيات المسلحين.
والتقى رئيس الأركان في الجيش التركي، الجنرال ياشار غولر ، نظيره الأميركي، مارك ميللي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، على هامش اجتماع رؤساء أركان الدول الأعضاء في «حلف شمالي الأطلسي» (الناتو). وقال المتحدث باسم الأركان العامة الأميركية، العقيد ديدي هلفهيل، في بيان، إن «رئيس الأركان الأميركي التقى الثلاثاء نظيره التركي في بروكسل، حيث تناولا الأوضاع الأمنية في سوريا، وأهمية التعاون التركي – الأميركي في المنطقة، ولا سيّما أن الولايات المتحدة تولي قيمة لعلاقاتها الاستراتيجية مع أنقرة».
على خطّ موازٍ، شنّت طائرات إسرائيلية، ، غارات جوية على مطار «T4» العسكري في محافظة حمص. واتهم مصدر عسكري سوري، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، الطيران الإسرائيلي بـ«شنّ عدوان جوّي على المطار العسكري». وقال المصدر إن الدفاعات الجوية السورية «تصدّت… للصواريخ المعادية وأسقطت عدداً منها»، مضيفاً أن الصواريخ جاءت من ناحية منطقة التنف، حيث القاعدة الأميركية، عند المثلث الحدودي بين الأردن وسوريا والعراق. ولم يُسجّل أيّ تبنٍّ إسرائيلي للعملية، فيما نقلت قناة «كان» العبرية عن وزير خارجية العدو يسرائيل كاتس قوله إن: «إسرائيل لم تعلن عن مسؤوليتها عن استهداف المطار العسكري السوري الليلة الماضية في حمص».
وأِشارت التقارير الأمنية السورية إلى أن «الطائرات الإسرائيلية استهدفت المطار ضمن حملة استهدافات دورية تقوم بها لمدرج محدّد في المطار، عندما تلاحظ نشاطاً عسكرياً لافتاً أو مريباً بالنسبة إليها». وكان «T4» قد تعرّض لعدد من الهجمات الإسرائيلية سابقاً. ويتهم العدو القوات الإيرانية وحلفاءها باستعمال المطار لأغراض نقل السلاح وتوزيعه وتخزينه، بدل مطار دمشق.
صحيفة الاخبار اللبنانية