مقتل ضابط أميركي في دير الزور: «داعش» يضاعف تحرّكاته
في ظل الإجراءات المشدّدة التي اتخذتها «الإدارة الذاتية» لمواجهة فيروس «كورونا»، وإعلان حالة حظر تجوال كامل في مناطق سيطرتها، تتحرّك بشكل متزايد تشكيلات مسلّحة يُعتقد أنها تابعة لـ«داعش»، في ريفي الحسكة ودير الزور. ويبرز نشاط هذه الخلايا من خلال تصعيد العمليّات العسكرية ضد «قسد» والتحالف الدولي، وآخرها استهداف رتل مشترك للتحالف و«قسد» في قرية الوسيعة التابعة لناحية الصور في ريف دير الزور الشمالي، صباح الأحد الماضي.
باستخدام درّاجات نارية، استهدف عدد من المسلّحين رتلاً للتحالف الدولي، أثناء تنقّله من قاعدة مديرية الجبسة في ريف الحسكة الجنوبي، باتجاه قاعدة حقل العمر في ريف دير الزور الشرقي، بأسلحة متوسّطة وقذيفة «أر بي جي»، ما أدّى إلى مقتل ضابط أميركي، واثنين من عناصر «قسد»، وإصابة آخرين. وعلمت «الأخبار» من مصادر ميدانية مطّلعة أن «الضابط المقتول معروف باسم دونالد، وهو الجنرال المسؤول عن عمليات الإنزال الجوي في قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر النفطي».
وتعدّ عملية الاستهداف هذه الأولى من نوعها، إذ هاجم العناصر بشكل مباشر آليات وجنود التحالف و«قسد». وكان قد سبقها استهداف رتل للتحالف على حاجز الـ 47 في ريف الحسكة الجنوبي بسيارة مفخّخة، وذلك منذ إعلان القضاء على «داعش» في آخر معاقله في الباغوز على الحدود مع العراق. ولم يصدر أي تصريح من «قسد» والتحالف، ينفي أو يؤكد الحادثة الأخيرة، إلا أن «قسد» كثّفت دورياتها في ريف الحسكة الجنوبي، في محاولة للقبض على الفاعلين وتجنّب أي عمليات أخرى. وعادة ما تتّهم «قسد» خلايا «داعش» أو فصائل «الجيش الحر» المدعومة من تركيا، بالوقوف وراء العمليات العسكرية والتفجيرات التي تستهدف دورياتها ومقارّها وعناصرها.
ولا تُعدّ الحادثة الوحيدة التي شهدتها المنطقة أخيراً، حيث يشهد ريف الحسكة الجنوبي الرابط بين الشدادي ومركدة من جهة، وبين الشدادي والحدود العراقية من جهة أخرى، نشاطاً متصاعداً لخلايا تابعة لـ«داعش». ويبدو أن التنظيم يعمد أخيراً إلى توسيع نشاط خلاياه، من أرياف دير الزور الشمالية والشرقية، إلى ريف الحسكة الجنوبي، ما بات يشكّل تهديداً لنشاط التحالف و«قسد» في المنطقة.
ومطلع الأسبوع الحالي، هاجمت مجموعات مجهولة حاجزاً لـ«قسد» في قرية المويلح جنوب شرق الشدادي، واندلعت اشتباكات استمرّت حوالي نصف ساعة من دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر في صفوف الطرفين. وفي السياق، شهدت حواجز ومواقع «قسد» في قرية الفدغمي في ريف الحسكة الجنوبي هجوماً واسعاً لمجهولين، يستخدمون سيارات ودراجات نارية. وتزامن هذا النشاط مع خطف وإعدام شابين من أهالي ريف الحسكة الجنوبي، حيث قطع مسلّحو التنظيم رأسي الشابين، وألقوهما في إحدى القرى في المنطقة، ما خلق حالة من الذعر لدى الأهالي.
وفي سياق آخر، عاد الهدوء إلى مدينة القامشلي، بعد عدّة أيام من التوتّر الذي شهدته المدينة بين قوات «الأسايش» التابعة لـ«الإدارة الذاتية»، و«قوات الدفاع الوطني» التابعة للحكومة السورية، بعد مقتل عنصرين من «الأسايش» برصاص عناصر من الدفاع الوطني. واندلع التوتّر بين الطرفين مع اعتقال قوات «الأسايش» عنصرين من «الدفاع الوطني» أثناء خروجهما من حي طي في المدينة، من دون معرفة الأسباب. وتلا ذلك إيقاف «الدفاع الوطني» دورية لـ«الأسايش»، ومصادرة سيارتهم وأسلحتهم، رداً على حادثة الاعتقال، ما دفع بالأخيرة إلى إرسال تعزيزات لاستعادة الآلية والأسلحة، وهو ما أدى إلى اندلاع اشتباكات نجم عنها مقتل عنصرين من «الأسايش».
ونجحت وساطة، عملت عليها الشرطة العسكرية الروسية، في إنهاء حالة التوتّر التي شهدتها المدينة ليومين، مع سحب المسلّحين وإنهاء التحرّكات العسكرية في أحياء المدينة. من جانب آخر، وصلت تعزيزات عسكرية إلى القاعدة الروسية في مطار القامشلي الدولي، تضمّنت مدرّعات وأسلحة وجنوداً، قادمة من ريف حلب، بهدف تعزيز الحضور العسكري الروسي في منطقة الجزيرة السورية.
صحيفة الاخبار اللبنانية