من ذكريات الإذاعة والتلفزيون : أقدم علبة دبابيس في الإذاعة!
خاص باب الشرق
تستخدم الدبابيس في مكاتب المؤسسات الإدارية لربط مجموعة من الأوراق الرسمية، كي لا تنفصل عن بعضها، وخاصة إذا كانت تتعلق بملف واحد أو معاملة واحدة.
وقد عرف الناس أنواعاً كثيرة من الدبابيس في الحياة الإدارية على مدار سنوات طويلة، وكان الموظف المختص بحاجة ماسة لها، لذلك كان يقوم تلقائيا بملء علبة الدبابيس يوميا ليتمكن من متابعة عمله.
والحديث عن الدبابيس يتطلب الحديث عن الأوعية الخاصة التي عادة ما توضع بها، وهناك من يلصق الدبابيس في مغناطيس صغير يوضع على الطاولة، وهناك من يضع الدبابيس في علبة خاصة.
ومن العلب التي صمدت طويلاً في عملها تلك العلبة الموجودة في صالة التحرير (news room ) في الإذاعة ، وكانت تسمى هذه الصالة (النشر)، لأن ما كان يبث في الإذاعة والتلفزيون ينطلق منها.
مر على مديرية أخبار الإذاعة كثيرون من الكتاب والصحفيين المعروفين، ووصل بعضهم إلى مواقع مسؤولية مهمة، لابد من الحديث عنهم في حديث منفصل، لكن الذي لفت نظري في الفترة الأخيرة هي (علبة الدبابيس) التي لا تزال موجودة على طاولة رئيس التحرير رغم التغييرات التي حصلت حتى في شكل الغرف التي كانت تتألف منها الصالة.
وقد أحضر هذه العلبة الصحفي الراحل غسان دمشقية، ووضعها على طاولة التحرير، بجوار الهاتف الأسود، وهو الذي لا يرن إلا عندما يكون ثمة خبر مهم عن حدث كبير.
قام غسان بملئها بعلبتي دبابيس في أواخر عام 1981 ، ومنذ ذلك اليوم ظلت العلبة في مكانها، وتبدل عليها صحفيون كثيرون، أي أن عمر هذه العلبة الآن هو (40) سنة ، ومازال العاملون في أخبار الإذاعة يحرصون على بقائها !