كورونيات 4
كورونيات 4
ـ 1 ـ
9 نيسان/ إبريل 2014
راهنت في سباق الخيل (في قبرص) على أسوأ حصان… حصان هزيل ذليل بشع وسخ …وشخّاخ.
قال الرفاق: معقول أنت ورهاناتك الغريبة؟
قلت: نحن يا رفاق لسنا في مباراة نزيهة. نحن نقامر في حفلة غش احترافي.
كان حصاني الحقير يعرج في أول الشوط. وخفت أن يخذل تقديراتي. لكنه فجأة جن جنونه…. وسبق الجميع.
رغم أنني ربحت…
لكنني ما فرحت.
ـ 2 ـ
“ستيف” رجل أمريكي غارق في الديون، نشر إعلاناً في النت عن بيع مجفف ملابس، يعمل بالطاقة الشمسية بسعر 50 دولار. اشترى عدد كبير من السيدات والسادة هذا المجفف، ولكنهم اكتشفوا أن المنتج المعلن عنه عبارة عن “حبل غسيل”.
قاموا برفع دعوى عليه ، بتهمة الاحتيال ، ولكنهم خسروا الدعوى وبرأته المحكمة. وفي حيثيات الحكم، أن السيد “ستيف” باع ،فعلا، أداة لتجفيف الغسيل بالطاقة الشمسية. كما أنه ربح 500 ألف دولارتعويضاً عن الإساءة إلى سمعة رجل بريء.
هذه الحادثة يمكن ضمها الى مثيلاتها في الغش السوري في زمن الكورونا، ولكن بذكاء أقل، وخفة دم أقل … حتماً.
ـ 3 ـ
إذا كانت هذه القصة صحيحة… فلا بد أنها من تاريخ ما قبل الكورونا. وإذا كانت قد حدثت هذه الأيام، فإنها من عائلة الوحشية الناتجة عن فكرة “التباعد” المنتجة لفكرة “التباغض”. وفي الحالتين: الحادثة قابلة للحدوث.
القصة “جاؤوا ليهدموا تنورخبزوفطائرعلى الطريق في منطقة جبلة بحجة عدم ترخيص. صاحبة التنورامرأة لا تحتاج إلى دليل فقر، أكثر من حرارة التنورطوال ساعات النهار. قالت له: أنا عندي ستة شباب عساكر. إجباري واحتياط. منهم ثلاثة جرحى. قال لها: وأنا شوعلاقتي؟”
في هذه الأيام بعض الإجراءات جرائم. وبعض أنواع السلوك جرائم.
إنها أيام “خليك بالبيت” وشرّك له مندوبون يسرحون في الخارج.
ـ 4 ـ
في الدستور السوري ، المادة 42:
” لكل مواطن الحق في أن يعرب عن رأيه بحرية وعلنية بالقول أو الكتابة أو بوسائل التعبير الأخرى كافة”.
كيف نعبر عن رأينا في أيام الكورونا ونحن في البيت، والجلوس الطويل في البيت يستدعي ذكريات متنوعة من بينها تذكر مصائر من عبروا عن آرائهم وفق المادة 42 من الدستور السوري.