كورونيات 10
كورونيات 10
لا أعتقد أن البشرية منذ نشوئها ، قبل ملايين السنين، قد أنوجدت ووقعت في الأسر كلها كما حدث اليوم بسبب كورنا.
ليس هذا هو الأسوأ. الأسوأ أن البشرية كلها سوف تخضع لابتزاز لا يمكن الإفلات منه وله علاقة باللقاحات واللطاخات والاختراعات.
وليس هذه هو الأسوأ… الأسوأ أن كل درجات العلم وكل مختبرات التجارب، وكل مستويات المعرفة والتطور… ستسخر، من قبل الدول العظمى ، للسياسة بعيداً جداً عن منظومة تمجيد الكائن، بوصفه أفضل ازدهارات الطبيعة!
نحن، بصورة مصغرة ، نلمس هذا الانهيار في منظومة الحياة اليومية… وأنا أسميها صعود “الثوم” إلى مطابخ الزعماء. وصعود البرتقال إلى مرتبة زعيم تحلية مرارة الأيام.
هذا الجنون. هذا الفلتان. هذا العجز. هذا الألم. والقلق والخوف وعدم اليقين… كله غير مفهوم لأن كل ذلك سيعجل بانهيار البيئة البشرية التقليدية التي أسرف في مديحها الحمقى بعد أن رفضوا الانتباه إلى الكائنات الأرقى… الحيوانات.
إن كورونا اختبرت هشاشة كل شيء. وقضت فوراً على هذا الصلف الافتخاري بالصعود إلى القمر، وبجعل العالم قرية واحدة.
ما يجب أن يقال: لا نريد كل هذا التقدم العلمي…لاقمر ولا مريخ، ولا كل هذه الموسوعات من المعارف، ولا كل هذه الكتب السماوية، التي لم يصمد قارئوها أمام كورونا… فهجروا الكعبة والفاتيكان وعتبات المقابر المقدسة.
العلم لم يصمد…
مسحوق الغسيل ظهر كبطل في الكيمياء.
التاجر الشريف بدقيقة انكشف تحت جلده المرابي واللص وتاجر الجوع.
الكورونا؟ ها أنتم ترون بشاعة ما يخططون له:
السيطرة على الإنسان بدل القضاء على الفايروس.
مراقبة الجسد البشري بإلزامه احتواء شريحة الكترونية، تحت جلده ، بدلا من اللمس على وجنتيه بحنان الورطة والخذلان .
وفي الطريق إلى هذه الأهداف… يريدون التخفيف من الضغط السكاني على هذا الكوكب، وذلك بعدم السماح لمجتمع التأمينات والرحمة أن يرأف بالكهول وبالشيوخ وبالعجزة.هؤلاء الذين يجب ان يتواروا عن انظار الحياة .
نريد ـ هكذا يريدون ـ مجتمعاً رشيقاً، كونياً، منضبطاً، مسيطراً على آلته الجنسية… إن موارد الكوكب تقتضي، لدرء نفاذها، الترشيق في التوزيع، وليس الترشيد في الحصص.
إن مايجري الآن هو ترتيب مجزرة …تأخذ شرعيتها من صعوبة التعايش مع الأعداد والأفواه والحقيقه…شرعية الرقم بدلا من القيمه.
البشرية التي تخلت عن الحلول البسيطة في سبيل الحياة المعقدة.
البشرية وهي تنقرض.