في مواجهة قيصر: أعلنوا التضافر، و انخرطوا بالتنابذ !!

 

ما أن أطل قيصر، وما أن بدأ الإعلام المعادي ينفخ في جمره، حتى كان رأي القيادة السورية أن تضافر جهود السوريين سيحد من آثار هذا الإجراء العدواني المسمى قيصر. و فهمنا من ( تضافر جهود السوريين) تعاون كل السوريين، وتماسكهم ، وتكاملهم وتعاضدهم في مواجهة قيصر، وهكذا يمكننا القول أننا بتنا أمام ما يمكن تسميته ( إستراتيجية تضافر كل السوريين) كأساس في مواجهة هذه الحرب الإقتصادية.

و ما أن سمعنا بـ ( إستراتيجية التضافر) حتى كنا أمام جلسة لمجلس الشعب خرج فيها بعض الأعضاء محملين مسؤولية تدهور سعر صرف الليرة، وارتفاع الأسعار للحكومة، وهناك من طالب بسحب الثقة منها، وجاء رد رئيس الوزراء أن سبب هذه الهجمة على الحكومة هو الإعلام الذي قصر في تعريف المواطن بإنجازات الحكومة. وأتى رد الإعلام الرسمي عبر أقلام عديدة أن إتهام الإعلام بالتقصير ليس فيه ظلم فقط بل هو هروب من تحمل المسؤولية.. ولو كان هناك وسيلة لسماع صوت الناس تجاه كل ذلك لسمعنا إحتجاجاً شعبياً و قوياً على الحكومة لتراجع قيمة الليرة، ولإرتفاع الأسعار بشكل جنوني. و لو أتيح لصوت الناس أن يكون مسموعاً لصدمنا بحجم الرفض الشعبي للإعلام الذي لا يحترم معاناة الشعب بطريقة غبية وسخيفة. وهكذا فإن مجلس الشعب والحكومة والإعلام يتبادلون الإتهامات، ويتنابذون بتحميل المسؤولية لبعضهم البعض. ومعاناة الناس مستمرة ومتصاعدة، و ( إستراتيجية التنابذ) لم تعد وسيلة لهو أو تسلية، بل صارت واقعاً سمجاً ثقيلاً مرفوضاً و متهماً ..

الشعب يعرف أن أميركا عدو مجرم، و أن إجراءاته همجية بعدوانها، لكن الشعب لم يعد يحتمل الإستخفاف بمعاناته من قبل جميع الجهات الممسكة  بالتنفيذ والرقابة والإعلام. لم ينتظر الشعب ولا هو ينتظر أن تتبادل الجهات الحاكمة الإتهامات وتحميل المسؤوليات، بل ينتظر سياسات متكاملة واقعية ، وعملية مرنة وذكية، تتضافر في وضعها وتنفيذها جميع الجهات، و تتكامل في إعتمادها جميع القوى لأن الأمر وصل إلى لقمة الشعب، ولأن معاناة الناس وصلت إلى حدود غير محتملة.

فهل نعود لإستراتيجية التضافر، أم نغرق بإستراتيجية التنابذ، لأن أهم عامل في النجاح هو التناسق و التناسب والتكامل بين كل وظائف الدولة المعافاة و القادرة .

باب الشرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى