مصادر رفيعة جدًا بواشنطن وتل أبيب: الملك الأردنيّ حذّر الأمريكيين من أنّ الضمّ سيُعزِّز قوّة حماس ويضُرّ بقدرة إسرائيل على التطبيع مع بقية البلدان العربيّة بالمنطقة
نقلاً عن مصادر أمريكيّةٍ وإسرائيليّةٍ عليمةٍ، كشف موقع (The Times of Israel) النقاب عن أنّ ملك الأردن حذّر قادة الكونغرس من أنّ خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضمّ أجزاءٍ من الضفة الغربية المُحتلّة من شأنها أنْ تعزز من قوة حركة “حماس” وتضر بقدرة إسرائيل على تطبيع العلاقات مع بقية بلدان المنطقة، وفقًا للمصادر المطلعة على المناقشات.
وأوضحت المصادر ذاتها أنّ الملك عبد الله الثاني يقود حملة ضد الخطط الإسرائيلية للبدء بضمّ مستوطنات الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن بموجب اقتراح إدارة ترامب للسلام، ونقل قضيته إلى المشرعين الأمريكيين في عددٍ من الاجتماعات التي عُقدت عبر “تيليكونفرنس” خلال الأسبوع الماضي.
وقال مصدر مقره في واشنطن لـ(تايمز أوف إسرائيل): لقد حضّ الملك عبد الله النواب على الفهم أنّ الضمّ سيؤثر على الحياة اليومية للفلسطينيين، وأنّه يخشى من أنْ يؤدي ذلك إلى تطرف الفلسطينيين وتمكين المتطرفين العنيفين، وستستفيد حماس من الضمّ، على حدّ تعبيره. وقد أعرب مسؤولون كبار في المنظمة الأمنيّة الإسرائيليّة في محادثات خاصة ومغلقة عن مخاوفهم من أنْ يؤدّي الضم إلى إثارة احتجاجات عنيفة التي قد تتضخم إلى انتفاضة شعبية.
وووفقًا للمصادر عينها، تابع الموقع الإسرائيليّ قائلاً: تأتي مناشدات الملك عبد الله للمشرعين الأمريكيين بعرقلة اقتراح نتنياهو قبل أقل من أسبوعين من الموعد النهائي الذي حدده رئيس الوزراء الإسرائيلي في الأول من يوليو (غدًا الأربعاء) لبدء العملية. وقد تعهد نتنياهو بالالتزام بالموعد حتى الآن، على الرغم من التحديات اللوجستية والضغوط المتزايدة من أوروبا وأجزاء من العالم العربي وداخل ائتلافه الحاكم.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، قال الملك عبد الله للنواب إنّه يشجع الفلسطينيين على التفاوض مع إسرائيل، وترفض السلطة الفلسطينية التواصل مع البيت الأبيض منذ اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلة إنّ الخطوة أثرت على قدرة الولايات المتحدة على العمل كوسيط نزيه، فيما توقفت المحادثات مع إسرائيل منذ عام 2014.
وأوضح المصدر أنّ الملك أبلغ بصراحة الأعضاء في الكونغرس الأمريكيّ أنّ الضمّ الإسرائيليّ سيكون خطأ إذا توقعت إسرائيل بناء علاقات في المنطقة،، مضيفًا: لقد قال: إن المستقبل منوط تماما بإسرائيل، طبقًا لأقوال المصدر.
وتحدث عبدالله إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، من بين سيناتورات ونواب بارزين آخرين، وظهر افتراضيًا أمام لجنتي العلاقات الخارجية والشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ. وتدل مناشداته، كما أكّدت المصادر للموقع الإسرائيليّ، على شدة مخاوفه بشأن مضي نتنياهو قدمًا في خطته لضمّ أجزاء كبيرة من الضفة الغربية – 30% مخصصة لإسرائيل موجب خطة ترامب للسلام – بدعم أمريكي.
وكانت المملكة الهاشمية نشرت بيانًا قالت فيه إنّ الملك الأردني حذر من أنّ “أي إجراء إسرائيلي أحادي الجانب لضمّ أراضٍ في الضفة الغربية غير مقبول ويقوض آفاق تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.
في الأسابيع الأخيرة، صرح العديد من المسؤولين الأردنيين أن المملكة ستعيد تقييم معاهدة السلام الموقعة في عام 1994 مع إسرائيل إذا قررت الأخيرة تنفيذ خطة الضمّ، ومن بين هؤلاء المسؤولين سفيرة الأردن لدى الولايات المتحدة، دينا قعوار ، خلال لقاء عُقد عبر “تيليكونفرنس” مع اللجنة اليهودية الأمريكية.
وأوضحت المصادر أنّه في الأردن لا يوجد فقط عددًا كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين، بل يحدها أيضًا إسرائيل والضفة الغربية، مما يجعل إمكانية حدوث أيّ انفجارات عنيفة بسبب الضمّ قضية أمن وطنيّ بالنسبة للمملكة.
وستكون هذه الخطوة، أيْ الضمّ، طبقًا للمصادر، إذا تمّ تنفيذها، نقطة تحول رئيسيّة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث يقول الفلسطينيون وزعماء أجانب ومشرعون أمريكيون ومفاوضو سلام مخضرمون إنّها ستضعف بشدة احتمالات حلّ الدولتين الذي يحظى بدعم دولي منذ فترة طويلة، مُضيفةً في الوقت عينه أنّه في صفوف الديمقراطيين هناك إجماع شبه كامل على معارضة الخطوة.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية